يعتبر الغوص والسنوركلينج من أكثر الأنشطة السياحية التي تمنح المسافرين فرصة لاكتشاف عالم خفي تحت سطح الماء، عالم يمتلئ بالألوان والتنوع البيولوجي والحياة البحرية المدهشة. ومع حلول فصل الصيف، يبحث عشاق البحر عن الوجهات المثالية التي تجمع بين المياه الصافية والشعاب المرجانية النابضة بالحياة، لتصبح رحلتهم مغامرة فريدة تظل في الذاكرة. وتتنوع أماكن الغوص والسنوركلينج حول العالم ما بين الجزر الاستوائية والمحيطات المفتوحة والخلجان الدافئة، حيث يجد كل عاشق للمياه مكانًا يناسبه، سواء كان مبتدئًا في هذا النشاط أو غواصًا محترفًا يهوى الاستكشاف.

جزر المالديف: جنة الشعاب المرجانية

لا يمكن الحديث عن الغوص دون ذكر جزر المالديف التي تُعد من أبرز الوجهات العالمية لعشاق البحر. تمتاز مياهها بلونها الفيروزي الصافي، وتحتضن شعابًا مرجانية مذهلة تعتبر موطنًا لمئات الأنواع من الأسماك الاستوائية والسلاحف البحرية وحتى أسماك القرش الصغيرة التي تضيف لمسة من الإثارة دون أن تشكل خطرًا على الغواصين. ومن أبرز المواقع هناك جزيرة "مايا ثيلا" التي تشتهر بتنوع الحياة البحرية، بالإضافة إلى رحلات الغوص الليلية التي تكشف عن مشهد مختلف تمامًا تحت الماء. وتتيح تجربة السنوركلينج للزوار الاستمتاع بسهولة بمشاهدة الشعب والأسماك على أعماق قريبة، مما يجعلها وجهة مثالية للعائلات والأطفال أيضًا.

البحر الأحمر: كنز خفي بين مصر والسودان

يُعتبر البحر الأحمر واحدًا من أجمل الوجهات للغوص في العالم، وهو يتميز بمياهه الدافئة طوال العام وصفائها الذي يكشف عن عالم غني بالشعاب المرجانية الملونة. في مصر، خاصة في شرم الشيخ والغردقة ومرسى علم، يجد الغواصون مواقع لا مثيل لها مثل "رأس محمد" و"مضيق تيران"، حيث تتراقص الأسماك الملونة بين المرجان في مشهد مبهر. كما يعد الغوص في حطام السفن القديمة مثل "ثيسليغورم" تجربة استثنائية تأخذ الزائر في رحلة عبر التاريخ البحري. أما في السودان، فتظل شواطئ البحر الأحمر وجهة أقل ازدحامًا وأكثر طبيعية، حيث تمنح تجربة غوص بكرية لم تتأثر كثيرًا بالحركة السياحية. ولا شك أن السنوركلينج على شواطئ البحر الأحمر يكفي لاكتشاف كنوز بحرية خلابة دون الحاجة إلى معدات الغوص المتقدمة.

أستراليا: الحاجز المرجاني العظيم

الحاجز المرجاني العظيم في أستراليا هو أكبر نظام للشعاب المرجانية في العالم، ويُعتبر من عجائب الطبيعة التي يقصدها الملايين من السياح سنويًا. يمتد هذا النظام على مساحة شاسعة، ويضم أكثر من 1500 نوع من الأسماك، إلى جانب أنواع نادرة من السلاحف والكائنات البحرية الأخرى. الغوص هنا يشبه دخول عالم آخر، حيث يجد الغواص نفسه وسط تشكيلات مرجانية ضخمة وأسماك ملونة تتحرك في تناغم ساحر. وتُعد مدن مثل "كيرنز" و"تاونزفيل" بوابات رئيسية للوصول إلى الحاجز المرجاني، حيث تنطلق منها رحلات الغوص والسنوركلينج اليومية. وحتى لمن لا يجيد السباحة، هناك قوارب زجاجية وغواصات صغيرة تسمح لهم باكتشاف هذا الجمال دون الغوص.

في النهاية، يقدم الصيف فرصة مثالية لخوض مغامرة لا تُنسى في أعماق البحار، حيث يمكن للزوار الاستمتاع بأجواء المالديف الهادئة، أو اكتشاف كنوز البحر الأحمر الغنية، أو الانبهار بعظمة الحاجز المرجاني العظيم في أستراليا. فكل وجهة من هذه الوجهات تمنح تجربة مختلفة، لكنها جميعًا تشترك في كونها نوافذ إلى عالم مائي مدهش يستحق الاستكشاف. ومهما اختلفت خياراتك، سيبقى الغوص والسنوركلينج من أجمل الطرق لصناعة ذكريات صيفية خالدة.