مقاومة غزة تصمد وتفرض معادلة "توازن الرعب" مع الجيش الصهيوني #عاجل - مصدرنا الإخبارى

منوعات 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مقاومة غزة تصمد وتفرض معادلة "توازن الرعب" مع الجيش الصهيوني #عاجل - مصدرنا الإخبارى, اليوم الثلاثاء 26 أغسطس 2025 09:35 صباحاً

مصدرنا الإخبارى - جو 24 :

كتب اللواء المتقاعد د. موسى العجلوني -  في معادلة عسكرية قلبت كل حسابات الحرب التقليدية رأسًا على عقب، تفرض المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، بإمكانياتها المحدودة للغاية، واقعًا جديدًا على جيش الاحتلال الإسرائيلي الأكثر تقدمًا وتجهيزًا في المنطقة، لترسم بدماء أبنائها وبحنكتها القتالية مبدأ "توازن الرعب" الذي حُسم لصالحها رغم كل موازين القوى الظاهرة. لا توجد أي مقارنة على أرض الواقع بين الطرفين من الناحية العسكرية الخالصة. فدولة الكيان تمتلك واحدة من أكثر الجيوش تقنية في العالم، مدعومة بأسطول جوي متطور يضم طائرات F-35، وأنظمة استخباراتية ضخمة ، ومدرعات متطورة، وعدد جنود يفوق أي عدد يمكن للمقاومة تجنيده.

بالمقابل، تقاتل المقاومة ببنادق خفيفة وقذائف هاون وصواريخ مضادة للدروع وقذائف آر بي جي في حرب عصابات ، محولة الشوارع الضيقة والأحياء المدمرة وأنفاق المقاومة إلى فخّ مميت وتفاجيء القوات الغازية في أماكن قريبة لا فائدة فيها للتفوق الجوي أو التقني. كذلك يقاتل المقاوم من أجل أرضه وبيته وعرضه، وهو فارق نوعي في دوافع القتال مقارنة بالجندي الصهيوني الغازي. هذه الروح هي التي تمكن مقاتلًا من الصمود لساعات أو أيام في مواجهة قوة ساحقة وتخلق حالة من الرعب لدى الجندي المحتل. كذلك نجحت المقاومة من خلال الحرب الاستخباراتية الصامتة من حرمان العدو من عنصر المفاجأة في العديد من المعارك، مما يشير إلى وجود قدرات استخباراتية ميدانية وتقنية محلية فعالة لدى المقاومة، أو على الأقل نجاح كبير في تحقيق التكتم الأمني.

"توازن الرعب" تجلّى بوضوح في تصريح حديث لرئيس أركان الجيش الصهيوني، الجنرال إيال زامير، حين قال: إن زيادة الضغط العسكري على حماس ستؤدي إلى ارتفاع خسائر الجنود الإسرائيليين، الأمر الذي يعكس حجم الصدمة التي تعيشها المؤسسة العسكرية الإسرائيلية بعد أشهر من حرب الإبادة على القطاع ويعبّرعن إخفاق الاستراتيجية العسكرية الصهيونية التي وعدت بحسم سريع والقضاء على المقاومة.

حتى الآن تكبّد جيش الكيان، حسب الأرقام المصرح بها، نحو 48 جندبا وضابطا خلال عملية "عربات جدعون" التي بدأت في أيار 2025، مع سيطرته المعلنة على نحو 75% من مساحة القطاع، مقابل خسائر بشرية كبيرة على الجانب الفلسطيني، لكنها لم تُسلم جيش الإحتلال الغازي من أعباء متعددة، بينها إنهاك المستنزفين من جنود الاحتياط، وضغوط سياسية داخلية وضغط دولي متزايد تمثل باستقالة وزير الخارجية الهولندي ووزراء آخرون قبل يومين احتجاجا على عدم فرض الحكومة الهولندية عقوبات على اسرائيل لاستمرارها في حرب الإبادة على غزة.

في خضم هذه المعادلة، انبثق التوتر والخلاف بين الجيش والحكومة. فبينما يضغط رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو باتجاه توسيع العمليات والسيطرة الكاملة على غزة، يرد الجيش بقيادة زامير بتحذير واضح من "إنهاك الجنود والتورط فيما لا يُحمد عقباه"، وسط مخاوف على حياة الجنود والأسرى المحتجزين في القطاع،الأمر الذي جعله يناشد نتنياهو بإبرام اتفاقية مع حماس لتسليم الأسرى مقابل إنهاء الحرب.

ختاما، نجحت المقاومة في نقل المعركة من مواجهة بين دبابة وبندقية إلى مواجهة بين إرادة تاريخية لشعب يريد الحرية، وآلة عسكرية بدأت تترنح تحت وطأة ثمن النصر المستحيل. المقاومة تُذكّر العالم أن "توازن الرعب" لا يحتاج إلى جيش ضخم، بل إلى إرادة تكسر التفوق والتقنيات والخطط العسكرية والسياسية. المؤسسة العسكرية الصهيونية باتت أول من يعترف بهذا التوازن حيث اوحى رئيس اركانها من خلال تصريحه: أن كل زيادة في الضغط على حماس لا تعني انتصارًا أسرع، بل خسائر مؤلمة قد تنسف حسابات الحرب بأسرها. المعادلة الجديدة الآن تقول: أنت الأقوى تقنيًا، لكننا نحن من يحدد ثمن الغزو، وقد جعلناه باهظًا أكثر مما تستطيع تحمله!

  

قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى هذا المقال : مقاومة غزة تصمد وتفرض معادلة "توازن الرعب" مع الجيش الصهيوني #عاجل - مصدرنا الإخبارى, اليوم الثلاثاء 26 أغسطس 2025 09:35 صباحاً

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق