نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
حملة نهاية مشاهير السوشيال ميديا... ثورة العقل ضد التفاهة - مصدرنا الإخبارى, اليوم الثلاثاء 26 أغسطس 2025 11:15 صباحاً
أحيانًا، وأنا أتصفح الإنترنت، أشعر بغصة غريبة في صدري.. أرى الناس، أجيال كاملة، تضحك، تتابع، تهتف لأولئك الذين يسمون أنفسهم "مؤثرين” أو "مشاهير”، ثم أتساءل: لماذا؟ لماذا أصبح الضحك السريع، الفيديو الفارغ، المقالب السخيفة، أحيانًا المحتوى الجنسي، معيارًا للشهرة؟ وأين العقل؟ وأين الفائدة؟ أين أولئك الذين يسهرون على بناء الفكر والمعرفة والقيم؟ هم هناك، يعملون بصمت، يكتبون، يحاضرون، يحاولون أن يزرعوا شيئًا في العقل، في الروح، في القلب… لكن يبدو أن لا أحد يراهم، وكأنهم مجرد طيف يمر دون أن يلمسه أحد.. يا العيش.
تختلف المشاعر علي، احيانا باليأس، وأحيانًا بالغضب، وأحيانًا بالدهشة.. كيف صار الأطفال وبعض الكبار، يتعلمون أن ما يضحك ويثير الفضول هو ما يعطيهم قيمة؟ أراهم يفتحون هواتفهم، يبحثون عن تسلية سريعة، عن مقطع مضحك، محتوى جنسي، مغري، عن تحدٍ سخيف، ويصدقون أن هذا ما يصنع "الشهرة” والنجاح.. كل ضحكة بلا معنى، كل مقطع بدون هدف، كل لحظة يلتهمونها دون تفكير، تشعرني أن المستقبل ربما يتشكل على أساس فراغ، لا على أساس معرفة..
وهنا تأتي حملة "نهاية مشاهير السوشيال ميديا”. .ليست دعوة غضب أو كراهية.. إنما هي محاولة لإيقاظ العقل، لمحاولة هادئة لجعل الناس يرون الفرق بين القيمة والتفاهة. هي صرخة.. توقفوا لحظة، فكروا، اسألوا أنفسكم: هل هذا يضيف شيئًا حقيقيًا لعقلي؟ هل يضيف شيئًا لقلبي؟ هل سأخرج من هذا الفيديو بشيء أستفيد منه؟ أم مجرد لحظة ضياع في بحر من التفاهة؟
وعندما أفكر في الأطفال، أشعر بمسؤولية أكبر،لا أريد أن أفرض عليهم شيئًا.. لا ألوان زاهية، لا شعارات كبيرة.. فقط تنفير هادئ، منطقي، طبيعي.. أحكي لهم قصصًا، أطرح عليهم أسئلة، أتركهم يفكرون: "هل هذا محتوى مفيد؟ هل سيجعلني أفضل؟ هل سأتعلم شيئًا؟ أم مجرد فراغ؟” أحيانًا يختارون بطريقتهم، أحيانًا يحتاجون لتذكير، وأحيانًا يكونون فضوليين جدًا… لكنهم في النهاية يشعرون بالوعي دون شعور بالحرمان.. هذا هو المهم: أن يكون القرار نابعًا من الداخل، من عقلهم، من إحساسهم، وليس من أمر خارجي.. ان تقنعهم لا تجبرهم، فذذلم يرسخ القيم افضل مع استخدام الثواب والعقاب العالمي والتعزيز والمكافئة.
أحيانًا أشعر أن كل ثانية نقضيها أمام فيديو فارغ، كل دقيقة ننفقها على محتوى سخيف، تضيع من حياتنا، من وعي أطفالنا، من قدرتنا على التمييز. بينما كل نقاش، كل قراءة، كل مشاهدة لمحتوى غني ومفيد، هو زرع لبذرة وعي، لبناء مجتمع أكثر نضجًا، قادر على التفريق بين المهم والتافه، بين القيمة والمعنى الحقيقي.
اتسائل، هل ندرك أننا نجعل من التفاهة قيمة؟ وأن من يقدم معرفة حقيقية، فكر، علم، فن، هو مجهول وسط هذا الزحام؟ أرى ذلك في العالم العربي كما في العالم كله..ملايين المشاهدات لمحتوى فارغ، بينما مفكرون وعلماء يقدمون إسهامات عميقة لا يحصلون إلا على جزء صغير من الانتباه.
حملة نهاية مشاهير ليست هجومًا على أحد..هي محاولة لإعادة الاعتبار للعلم والمعرفة والقيم الإنسانية. كل أب، كل أم، كل معلم، كل قارئ واعٍ، عليه أن يشعر بالمسؤولية: الشهرة الحقيقية ليست بعدد المشاهدات، بل بما يضيفه الإنسان للعقل والروح والقلب.
إنها لحظة وعي، لحظة قلب وعقل معًا، وقت زرع العقل قبل القلب. تعليم الأجيال أن المؤثر الحقيقي هو من يضيف قيمة، لا من يلهينا بسطحية مؤقتة بلا روح. كل عقل ننشئه بهذا الوعي، خطوة نحو مجتمع أكثر وعيًا، قادر على مقاومة السطحية، وصناعة قيمته بنفسه بعيدًا عن التفاهة وجماهيريتها الزائفة.
نهاية مشاهير السوشيال ميديا، ليست مجرد حملة، بل ثورة عقلية وقلبية وثقافية في آن واحد، إعلان بداية عصر جديد، عصر القيمة والمعنى، حيث يصبح الاختيار الواعي قاعدة، والتسلية العابرة استثناء، لا معيارًا للشهرة أو التقدير أو السلطة.. المستقبل لمن يغذي العقول ويزرع القيم، لا لمن يلهينا بسطحية مؤقتة بلا روح.
قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى هذا المقال : حملة نهاية مشاهير السوشيال ميديا... ثورة العقل ضد التفاهة - مصدرنا الإخبارى, اليوم الثلاثاء 26 أغسطس 2025 11:15 صباحاً
0 تعليق