
في خطوة جريئة وجهت رابطة المدربين الإيطاليين خطابًا رسميًا إلى رئيس الاتحاد الإيطالي لكرة القدم، جابرييل جرافينا، تطالب فيه الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) والاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بتعليق مشاركة الكيان الصهيوني مؤقتًا في المنافسات الدولية.
يأتي هذا المطلب على خلفية استمرار الحرب في غزة، والتي تفاقمت حدتها مع تحذيرات الأمم المتحدة من “المجاعة”.
سياق المطالبة
تستعد إيطاليا لمواجهة إسرائيل ضمن المجموعة التاسعة في تصفيات كأس العالم 2026، حيث ستقام المباراة الأولى في 8 سبتمبر 2025 على ملعب محايد في ديبريتشن، المجر، بينما ستستضيف إيطاليا المباراة الثانية في 14 أكتوبر 2025 على ملعب فريولي في أوديني.
وكانت مباراة سابقة بين الفريقين في أكتوبر 2024 بأوديني قد شهدت احتجاجات في المدرجات وتدابير أمنية مشددة، مما يعكس التوترات المرتبطة بالوضع السياسي.
تصريحات رابطة المدربين
أكد جيانكارلو كاموليزي، نائب رئيس رابطة المدربين الإيطاليين، في تصريحات لوكالة الأنباء الإيطالية (أنسا): “قد يطالبنا البعض بالصمت واللعب دون النظر إلى ما يحدث، لكننا نؤمن أن هذا ليس الخيار الصحيح، لا يمكننا تجاهل المعاناة الإنسانية”.
وأضاف فرانشيسكو بيروندي، نائب رئيس جمعية أسوآليناتوري: “العالم يحترق، واللامبالاة تجاه معاناة الفلسطينيين وغيرهم غير مقبولة”.
ردود فعل متصاعدة
وتكتسب هذه المبادرة زخمًا في ظل الأحداث الأخيرة، خاصة بعد وفاة سليمان العبيد، المعروف بـ”بيليه فلسطين”، والذي أثار تساؤل نجم ليفربول محمد صلاح عن سبب عدم الإشارة إلى ظروف وفاته في التأبين، مما زاد من حدة الجدل حول الموقف من القضية الفلسطينية في الأوساط الرياضية.
سابقة روسيا.. هل هي معيار مزدوج؟
تستند رابطة المدربين الإيطاليين إلى سابقة روسيا كمبرر لمطالبها. ففي فبراير 2022، فرضت “فيفا” و”يويفا” عقوبات صارمة على روسيا بسبب حربها في أوكرانيا، شملت استبعاد المنتخبات والأندية الروسية من المنافسات الدولية، بما في ذلك تصفيات كأس العالم 2022 ويورو 2024، وكذلك تصفيات كأس العالم 2026.
كما تم نقل نهائي دوري أبطال أوروبا من سان بطرسبورغ إلى باريس، وفسخت أندية مثل مانشستر يونايتد وشالكه عقود رعايتها مع شركات روسية.
وقد دعمت الدوريات الأوروبية أوكرانيا بشكل علني، حيث رفع برشلونة لافتة “أوقفوا الحرب”، ووقف الدوري الإنجليزي دقيقة حداد على ضحايا الحرب، فيما عبّر لاعبون عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن دعمهم لكييف.
ويرى منتقدو “فيفا” و”يويفا” أن عدم اتخاذ إجراءات مماثلة ضد الكيان الصهيوني، رغم استمرار الحرب في غزة، يعكس “معايير مزدوجة” في التعامل مع القضايا السياسية في الرياضة.