
قال الدكتور أسامة العبد رئيس جامعة الأزهر الأسبق أن الكلمة الطيبة صدقة وتوجد العديد من الأحاديث التي توضح لنا أهمية الصدقة في حياتنا قبل مماتنا، حيث قال أبو هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال: “إِنَّ مِمَّا يَلْحَقُ الْمُؤْمِنَ مِنْ عَمَلِهِ وَحَسَنَاتِهِ بَعْدَ مَوْتِهِ عِلْمًا عَلَّمَهُ وَنَشَرَهُ وَوَلَدًا صَالِحًا تَرَكَهُ وَمُصْحَفًا وَرَّثَهُ أَوْ مَسْجِدًا بَنَاهُ أَوْ بَيْتًا لِابْنِ السَّبِيلِ بَنَاهُ أَوْ نَهْرًا أَجْرَاهُ أَوْ صَدَقَةً أَخْرَجَهَا مِنْ مَالِهِ فِي صِحَّتِهِ وَحَيَاتِهِ يَلْحَقُهُ بَعْدَ مَوْتِهِ” ويبين هذا الحديث أهمية ومكانة الصدقه الجارية.
وأضاف العبد خلال برنامج (حتى يأتيك اليقين) أن الصدقة الجارية متسعة وتشمل حتى أبسط أنواع الأعمال وهو الكلام، فالكلمة الطيبة صدقة وإذا استطاع الإنسان أن يحتسب كلامه بأن يهبها لميت أو لنفسه أو لأحد من أقاربه الأموات أو حتى للمسلمين فهو جائز، فكل عمل صالح يهدى للميت يصله ويشعر به.
وأوضح رئيس جامعة الأزهر الأسبق أنه في حال قيام إنسان بعمل صدقة جارية في حياته فإنها تحسب له وتكون في ميزان حسناته طوال حياته ويستمر ثوابها لبعد مماته وإلى يوم القيامة، وبيّن لنا ابن قدامة أن (أي قربى فعلها المسلم وجعل ثوابها لنفسه أو للميت نفعه ذلك إن شاء الله) وهذا يؤكد لنا أنه يجوز للإنسان أن يتصدق على نفسه صدقة جارية في حياته لينشر نفعها على المسلمين من الفقراء والمساكين في حياته ولبعد مماته.
وأشار العبد إلى أهمية تربية الأبناء تربية صالحة على الدين والأخلاق فهو يعد من الصدقات الجارية لآبائهم في حال حياتهم أو بعد مماتهم لو ظلوا على تلك الأخلاق في تعاملهم مع الناس، ولذلك علينا أن نعتني بأبنائنا ونربيهم على الأخلاق ونحفّظهم القرآن حتى نستفيد من هذه الحسنات ،وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الصدقة على المسكين صدقة، وعلى ذي الرحم اثنتان: صدقة وصلة” .
وأكد أن للصدقة الجارية أنواع وأفضلها سقيا الماء فهي من أحب أنواع الصدقات، ويجوز للإنسان أن يتصدق بها على نفسه أو على أحد من أقاربه فهي تصل إليهم دون أن ينتقص من أجر فاعلها شئ، و”عن سعد بن عبادة رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله: أي الصدقة أفضل؟ قال: سقْيُ الماء” وذلك لأهمية الماء للإنسان والحيوان والنبات.
يذاع برنامج (حتى يأتيك اليقين) عبر أثير شبكة البرنامج العام، من تقديم الإذاعية فاطمة عمر.