قال د. محمد طماوي خبير الاقتصاد السياسي والعلاقات الدولية إن الرسوم الجمركية تمثل جزءا من مشهد التوتر الإقليمي والعالمي الجديد ، مؤثراً ليس فقط على الاقتصاد الأمريكي بل على العالم أجمع ، وأشار إلى أن ارتفاع أسعار الغذاء بنسبة 5% إلى 10% يؤدي إلى تضاعف الأعباء على المستهلكين ، مما يزيد من الضغوط المعيشية خاصة في الدول الهشة ، وربط بين الأمن الغذائي والنزاعات التاريخية لافتا إلى أن المجاعات كانت سببا من بين الأسباب الرئيسية للحرب العالمية الاولى ، كما تطرق إلى جهود التعاون الدولي عبر اتفاقية الجات التي دعت إلى تقليل الحواجز الجمركية لتعزيز الأمن الغذائي منذ عام 1948.
وانتقد د. طماوي خلال لقاء له ببرنامج (حوار اليوم) سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب واصفاً إياها “بدبلوماسية القوة” والتي تهدف إلى تقليص العجز التجاري مع الصين والبالغ 375 مليار دولار ، كما أشار إلى أن هذه السياسات تزيد من تكاليف المعيشة على المواطن الأمريكي بمقدار 800 دولا سنوياً وفقاً لتقارير معهد بيترسون للاقتصاد الدولي ، وبيّن أن الشركات تواجه خيارين صعبين : إما تقليص الأرباح أو نقل تكاليف الرسوم الجمركية إلى المستهلك مما يفاقم الأزمات الاقتصادية ، وحذر من أن هذه السياسات تهدد الاقتصادات الصغيرة والمتوسطة ، والتي تعد من دعائم الاقتصاد العالمي الحديث ، كما كشف عن إغلاق شركات أمريكية مؤثرة بسبب الرسوم الجمركية منها شركة متخصصة في استيراد المنتجات الغذائية من اسبانيا ، وانتقد أيضاً بشدة شعار ” أمريكا أولاً” مشيراً إلى أنه يتناقض مع ادعاءات حماية السلام العالمي.
وأشار الضيف إلى أن البريكس كتكتل اقتصادي قوي يستطيع المجابهة إذا أرادت الدول ولكنه لفت إلى تناقض المصالح بين الدول الأعضاء حيث إن بعضها منضم في نفس الوقت إلى مجموعة العشرين ومنظمات أخرى ، وأوضح أن فكرة الوحدة التي تجمع الدول أصبحت غير موجودة في ظل الخلافات السياسية والعسكرية ، وأن المصلحة الاقتصادية أصبحت العامل الوحيد المحرك للعلاقات بين الدول العربية.
برنامج حوار اليوم يذاع على شاشة قناة النيل للأخبار
الحلقة من تقديم الإعلامية دينا حسين