أفريقيا… القارة السمراء، أرض الحضارات الأولى، وموطن الثروات التي لا تنضب. تضم 54 دولة ذات سيادة، بينها عشر دول عربية، تمتد من شواطئ المتوسط شمالًا حتى سهول الكيب جنوبًا. ورغم ما تختزنه من نفط وذهب ومعادن وأراضٍ خصبة، ما زالت نصف دولها تقريبًا تُصنّف من بين الأفقر في العالم، وفق تقارير البنك الدولي ومنظمات التنمية.
السؤال الذي يفرض نفسه: كيف لقارة بهذا الغنى أن تعيش شعوبها في هذا الفقر؟
الأسباب متشابكة، تبدأ بالجهل وتدني مستويات التعليم، وتمر عبر الفساد وسوء الإدارة، لتصل إلى أنظمة حكم استبدادية أرهقت شعوبها، ونزاعات داخلية غذّاها الانقسام القبلي، فضلًا عن الأمراض والأوبئة. يضاف إلى ذلك الأطماع الخارجية التي نهبت لعقود طويلة خيرات القارة، وحوّلتها إلى ساحة تنافس دولي، بينما بقيت شعوبها تتفرج على ثرواتها وهي تُستنزف.
لكن… هل يظل حلم “أفريقيا المزدهرة” بعيد المنال؟
الإجابة تكمن في قدرة الأفارقة أنفسهم على التوحّد، والتمسك بحقوقهم، ومواجهة الفساد الذي ينخر مؤسساتهم. فإذا ما استطاعت الشعوب أن تقف صفًا واحدًا في وجه الطامعين من الخارج، وأن تبني أنظمة حكم عادلة وتقضى على الفساد من الداخل، فإن القارة السمراء لن تكون فقط قارة الغنى الطبيعي، بل أيضًا قارة الكرامة والنهضة والعيش الكريم.
إنها معركة وعي قبل أن تكون معركة موارد. وحين ينتصر الوعي، يتحقق الحلم.
دمتم بخير ،
سيد سالم أبو غزالة