فتاة سورية تخلت عن علاجها وتوفيت في سعيها للحصول عليه

فتاة سورية تخلت عن علاجها وتوفيت في سعيها للحصول عليه

في حادثة مأساوية أثارت الحزن توفيت الشابة السورية خزامي الأحمد، ابنة محافظة السويداء، نتيجة عدم توفر حقن الأنسولين التي كانت تحتاجها بشكل يومي لمواجهة مرض السكري. 

قصة وفاة شهيدة الأنسولين خزامي الأحمد

وفاة خزامى الأحمد، التي عرفت بتفانيها الإنساني وتطوعها في صفوف منظمة اليونيسف، لم تكن مجرد فقدان لحياة شابة في مقتبل العمر، بل تحولت إلى قصة رمزية تعكس عمق المعاناة التي يعيشها السوريون جراء نقص الدواء والانهيار الصحي في مناطق النزاع.

خزامي الأحمد 

أصدرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونيسف بيانا عبرت فيه عن بالغ حزنها لرحيل خزامى، مقدمة أحر التعازي لأسرتها وأصدقائها حيث أشادت المنظمة بمساهماتها التطوعية ودورها الكبير في مساعدة الأطفال والعائلات المتضررة من الحرب. 

ماذا قالت اليونيسف عن خزامي الأحمد؟

وجاء في بيان اليونيسف عن خزامي الأحمد “كانت خزامى مثالا للإيثار، كرست حياتها لمساعدة الآخرين، وحتى في آخر أيامها فضلت أن يتلقى غيرها العلاج قبل نفسها”.

خزامي الأحمدخزامي الأحمد

اللافت أن المنظمة سلطت الضوء على تفاصيل إنسانية في حياتها، حيث كانت خزامى تتبرع أحيانا بما تبقى لديها من حقن الأنسولين، رغم احتياجها الشديد إليها، في صورة تجسد التضحية بأبهى معانيها.

مأساة نقص الأنسولين في سوريا

رحيل خزامى سلط الضوء مجددا على الأزمة الدوائية في سوريا، لا سيما في الجنوب السوري الذي يشهد انعداما للاستقرار وتراجعا حادا في الخدمات الصحية.

وبحسب شهادات أفراد عائلتها لوسائل إعلام محلية، فقد كانت تعاني من مرض السكري منذ سنوات، إلا أن ندرة الأدوية في محافظة السويداء حالت دون تمكنها من الاستمرار في العلاج غياب الأنسولين، وهو العلاج الأساسي لمرضى السكري، أدى إلى تدهور حالتها بشكل سريع وانتهى بوفاتها.

حكاية الإيثار الأخير

أكثر ما هز الشارع السوري كان تداول محادثة شخصية لخزامى عبر تطبيق “ماسنجر”، تظهر فيها وهي تعرض التبرع بعبوتين من حقن الأنسولين التي كانت بحوزتها لصالح مرضى آخرين، رغم أنها في أمس الحاجة لهما هذه الرسالة المؤثرة حولت قصتها إلى رمز للتضحية والإنسانية، وأثارت تساؤلات حول حجم الكارثة الصحية التي تعيشها سوريا.

رسائل تبرع خزامي الأحمدرسائل تبرع خزامي الأحمد

من جانبه، أكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية (أوتشا) أنه يواصل تقديم المساعدات الإنسانية والطبية للمتضررين من أعمال العنف في جنوب سوريا وأوضح المكتب أنه نجح بين 5 و13 أغسطس في إدخال أربع قوافل مساعدات تضمنت مواد غذائية، إمدادات طبية، ومستلزمات للنظافة.

موقف مجلس الأمن الدولي

أعرب مجلس الأمن الدولي في بيان صدر في 10 أغسطس عن قلقه العميق إزاء التصعيد الأخير في السويداء، داعيا جميع الأطراف إلى الالتزام بوقف إطلاق النار من أجل حماية المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية.

خزامي الأحمدخزامي الأحمد

وشدد المجلس على ضرورة أن تصل المساعدات إلى جميع المناطق المتضررة بشكل آمن وسريع، وأكد على وجوب معاملة جميع الأفراد معاملة إنسانية، بما في ذلك الجرحى والمحتجزون.

شهيدة الأنسولين.. رمز لمعاناة أمة

أصبحت خزامى الأحمد تعرف الآن بـ “شهيدة الأنسولين”، ليس فقط لأنها فقدت حياتها بسبب غياب العلاج، بل لأنها جسدت المعاناة التي يعيشها آلاف المرضى السوريين يوميا. 

اليونيسفاليونيسف

إن فقدان خزامى ليس مجرد خبر عابر، بل جرس إنذار يدق أبواب المجتمع الدولي بضرورة التحرك العاجل لإنقاذ الأرواح التي تزهق بصمت داخل سوريا، بسبب نقص الدواء وانهيار النظام الصحي.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *