
صعّد الجيش الإسرائيلي، أمس الثلاثاء، هجماته جنوب مدينة غزة، ما أسفر عن سقوط ضحايا ومصابين، وسط قصف مدفعي متواصل على مدار الساعة تقريباً، بينما لا يرحم الجوع الضحايا الذين توفي عدد منهم، في وقت طالبت فيه نقابات أوروبية بفرض عقوبات فورية على إسرائيل بسبب أزمة غزة.
في اليوم ال683 من الحرب العدوانية، قتل 51 شخصاً، على الأقل، بنيران الجيش الإسرائيلي في مناطق عدة، بينهم 7 من منتظري المساعدات. كما ارتفع عدد ضحايا التجويع إلى 266 شخصاً بينهم 112 طفلاً، فيما واصل الجيش الإسرائيلي استهدافه المنازل ومراكز تجمع النازحين بالقصف الجوي والمدفعي. وشددت القوات الإسرائيلية هجماتها على حي الصبرة جنوب غزة، حيث تقدمت الدبابات إلى محيط مدرسة الحي وشارع 8، فيما قصفت المدفعية الأطراف الشرقية لمخيم جباليا وحي التفاح. كما كثّفت طائرات «الكواد كابتر» هجماتها بإطلاق النار على المدنيين في شارع الثلاثيني ومنطقة المغربي بالصبرة، بالتزامن مع قصف مدفعي متواصل على الزيتون والصبرة منذ مساء الاثنين وحتى صباح الثلاثاء.
ومن بين ضحايا الساعات الماضية 31 قتيلاً و197 مصاباً سقطوا أثناء محاولتهم الحصول على المساعدات الإنسانية، ليرتفع إجمالي الضحايا إلى 1996 قتيلاً وأكثر من 14898 إصابة، فيما سجلت مستشفيات غزة 3 وفيات جديدة جراء المجاعة وسوء التغذية، ليرتفع العدد الكلي لضحايا الجوع إلى 266 حالة وفاة، من بينهم 112 طفلاً.
وتوفي الطفل الفلسطيني عبدالله أبو زرقة، 5 سنوات، الذي اشتهر بفيديو مؤثر ردد فيه «أنا جعان»، في أحد مستشفيات تركيا، إثر تدهور حالته الصحية. وأفادت تقارير فلسطينية، بأن الطفل توفي بسبب النقص الحاد في الأدوية، والفحوص، والمعدات الطبية في قطاع غزة، وبسبب تأخر نقله للعلاج في الخارج.
وتغلق القوات الإسرائيلية منذ 2 مارس 2025 جميع المعابر مع قطاع غزة، وتمنع دخول معظم المساعدات الغذائية والطبية، ما تسبب في تفشي المجاعة داخل القطاع.
وكانت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين «الأونروا»، قد حذرت من أن سوء التغذية بين الأطفال دون سن الخامسة قد تضاعف بين مارس ويونيو، نتيجة لاستمرار الحصار.
وأكدت منظمة الصحة العالمية، أن معدلات سوء التغذية في غزة وصلت إلى مستويات مثيرة للقلق، وأن الحصار المتعمد وتأخير المساعدات تسببا في فقدان أرواح كثيرة، وأن ما يقارب واحداً من كل خمسة أطفال دون سن الخامسة في مدينة غزة يعاني سوء تغذية حاداً.
في الأثناء، دعت الأمينة العامة للاتحاد الأوروبي للنقابات العمالية، إستر لينش، إلى اتخاذ إجراءات عاجلة وحازمة ضد إسرائيل بسبب الكارثة الإنسانية المتفاقمة في غزة. وطالبت لينش، في رسالة إلى الممثلة العليا للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالس، بفرض عقوبات فورية تشمل تعليق اتفاقية الشراكة مع إسرائيل، ووقف العلاقات التجارية مع المستوطنات، وضمان إيصال المساعدات الإنسانية دون عوائق. وشددت على ضرورة وقف إطلاق النار بشكل فوري ودائم، معتبرة أن سياسة التجويع التي تمارسها إسرائيل تعد جريمة حرب وفقاً للمحكمة الجنائية الدولية. (وكالات)