
فاز ريال مدريد بقيادة تشابي ألونسو على أوساسونا بنتيجة (1-0) في افتتاحية مشواره بالدوري الإسباني، بفضل ركلة جزاء سجلها كيليان مبابي، في مباراة شهدت عدة تغييرات مقارنة بالفريق الذي اعتاد عليه جمهور سانتياجو برنابيو في المواسم السابقة تحت قيادة كارلو أنشيلوتي.
وبعد فترة قصيرة من التحضير للموسم والتأقلم مع تشابي ألونسو، ركض ريال مدريد أكثر ودافع بشكل أفضل، وامتلك نسبة استحواذ أعلى على الكرة، كما تغيرت بعض الأدوار داخل الفريق، فيما ظهر ألونسو على خط التماس أكثر نشاطاً وحيوية مقارنة بأنشيلوتي.
المزيد من الكيلومترات المقطوعة
أحد مفاتيح فوز ريال مدريد على أوساسونا كان الأداء البدني الكبير للاعبي الميرينجي، وهو عامل افتقده الفريق في الموسم الماضي، ففي الجولة الأولى من الدوري الإسباني هذا الموسم، قطع فريق تشابي ألونسو 111 كيلومتراً، أي أكثر بكيلومترين من متوسط 109 كيلومترات الذي سجلوه الموسم الماضي.
كما حققوا عدداً أكبر من استرداد للكرة (يُحسب منها كل استرجاع للكرة خلال أقل من خمس ثوانٍ)، أمام أوساسونا وصلوا إلى 17 مرة، بينما كان متوسطهم تحت قيادة أنشيلوتي الموسم الماضي 13 فقط.
لقد منح تشابي ألونسو أولوية كبرى للإعداد البدني، وكان هذا الجانب كان الأكثر تركيزاً عليه طوال فترة التحضير للموسم، إلى جانب تجديد الطاقم الفني المسؤول عن هذا المجال، حيث أضاف شخصية جديدة هي إسماعيل كامينفورتي.
دفاع صلب
اعتُبرت تعاقدات دين هويسين، وألفارو كاريراس، وترينت ألكسندر-أرنولد ضرورية من قبل الجهاز الفني لريال مدريد، وقد ظهر ذلك جلياً في الظهور الأول بالدوري، حيث اعتمد تشابي ألونسو على خط دفاع جديد كلياً، مع الاستفادة من عودة إيدر ميليتاو الذي بدا في حالة رائعة بعد تعافيه من إصابته الخطيرة في الركبة، لم يسدد أوساسونا أي كرة على المرمى طوال المباراة، وضمن ريال مدريد النقاط الثلاث بالحفاظ على نظافة شباكه.
وكان أنشيلوتي قد طلب بالفعل تعزيزات دفاعية في موسمه الأخير مع ريال مدريد، لكن مجلس الإدارة رفض ذلك رغم كثرة الإصابات التي عانى منها الفريق، ومع ذلك، شكّل هويسين – التعاقد الأبرز في الخط الخلفي – وميليتاو قفزة نوعية في أول ظهور لهما بالدوري، سواء على مستوى الدفاع أو على صعيد بناء اللعب من الخلف.
كيف يوظّف ماستانتونو دون الإخلال بتوازن الفريق؟
رهان على الاستحواذ
امتلك ريال مدريد 70% من الكرة أمام أوساسونا، متجاوزاً متوسط 60% الذي حققه الموسم الماضي، وكان الشعور في سانتياجو برنابيو هو سيطرة مطلقة للفريق المضيف، رغم بعض الفترات البطيئة في نسق اللعب، لكن المبادرة كانت دائماً في يد ريال مدريد.
هذا الالتزام بأسلوب كرة القدم المُتحكم بها يمثل تحولاً جديداً مقارنة بفترة كارلو أنشيلوتي، حيث أصبح ريال مدريد أكثر مرونة، يجمع بين الهجمات المرتدة وفترات الاستحواذ الطويل، ولتحقيق ذلك، دفع تشابي ألونسو بترينت ألكسندر-أرنولد في الوسط لتوزيع الكرة، ومنح هويسين مهمة قيادة اللعب من الخلف، فيما جعل أردا جولر الركيزة الأساسية في خط الوسط.
مدرب أكثر نشاطاً
إلى جانب كيليان مبابي، كان تشابي ألونسو بطل المواجهة أمام أوساسونا، وهو ما بدا واضحاً من المنطقة الفنية، المدرب الباسكي كان دائم الحركة وإعطاء التعليمات طوال اللقاء، وقد ظهر شغفه خلال الأحاديث التي أجراها مع لاعبيه في فترات الاستراحة لشرب الماء في كل شوط، وكان تركيزه ملحوظاً بشكل خاص مع أوريلين تشواميني، وأردا جولر، وفرانكو ماستانتونو.
كما أجرى تعديلات تكتيكية مع تطور مجريات اللقاء، مثل تغيير مركز فيديريكو فالفيردي بين الحين والآخر، وكان أكثر تدخلاً وحضوراً من كارلو أنشيلوتي، كذلك غيّر عادة كانت راسخة في عهد المدرب الإيطالي، وهي توقيت إعلان التشكيلة الأساسية، ففي مباراة الثلاثاء أمام أوساسونا، تم الإعلان عن التشكيلة الرسمية قبل ساعة و14 دقيقة من بداية المباراة، بينما في حقبة أنشيلوتي كان يتم الإعلان عنها دائماً قبل ساعتين، بالتزامن مع إبلاغ اللاعبين بها.
قاعدة ألونسو تُطلق النسخة المرعبة لمبابي
هرميات جديدة لريال مدريد
أوضح تشابي ألونسو منذ اليوم الأول أن فريقه في ريال مدريد سيعتمد على اللاعبين الأكثر جاهزية، وهذا يعني أنه لن يتردد في وضع أسماء بارزة على مقاعد البدلاء، كما أظهر بوضوح من هو نجم الفريق بالنسبة له، حيث فضّل كيليان مبابي على فينيسيوس جونيور، مانحاً إياه حرية أكبر داخل الملعب، وأبقاه طوال الـ90 دقيقة.
وفي الوقت نفسه، أظهر أن فينيسيوس لم يعد لاعباً “لا يُمس”، بعدما استبدله في الدقيقة 78 بالموهبة الشابة جونزالو جارسيا، في إشارة أخرى إلى أن اللاعبين الشباب سيحصلون على فرص أكبر مقارنة بما كان عليه الوضع في عهد أنشيلوتي، كما تعامل بوضوح مع رودريجو الذي لم يشارك مطلقاً أمام أوساسونا، وأصبح خياراً ثالثاً في خط الهجوم.
مستقبل غامض لرودريجو مع ريال مدريد