مقارنة بين تأثير ترامب في Truth وإيلون ماسك في X: من المستخدمين إلى الآثار

أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي تمثل أكثر من مجرد وسيلة للتواصل، حيث تحولت إلى قوة مؤثرة في الساحة العالمية، وهذا ظهر بوضوح من خلال استخدام الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لمنصته الخاصة “تروث سوشيال”، كما أنه لم يتردد في انتقاد إيلون ماسك، أغنى رجل في العالم، على منصته الخاصة أيضًا. وقد رد ماسك بتعليقات ساخرة على منصته “إكس”، مثيرًا تساؤلات حول الفرق بين هاتين المنصتين من حيث التأثير وعدد المستخدمين.

تأسست منصة “تروث سوشيال” من قبل “مجموعة ترامب للإعلام والتكنولوجيا” في فبراير 2022، كاستجابة مباشرة لحظر ترامب من منصات بارزة مثل “إكس” و”فيسبوك” و”يوتيوب” بعد أحداث الشغب التي وقعت في الكابيتول في 6 يناير 2021. ولم يتمكن ترامب من الوصول إلى جمهوره عبر المنصات التقليدية، لذا كانت فكرة إطلاق منصة خاصة به الخيار البديل، حيث قدمت “تروث سوشيال” نفسها كمنصة تعزز حرية التعبير، بعيدًا عن ما وصفه مؤسسوها بممارسات الرقابة التي تنتهجها شركات التكنولوجيا الكبرى، لتصبح بذلك الملاذ الآمن للمحافظين الذين شعروا بالتهميش.

تصميم وخصائص “تروث سوشيال” تشبه إلى حد كبير منصة “إكس”، حيث يمكن للمستخدمين نشر المحتويات ومشاركتها والمتابعة، لكن في المقابل، تفتقر هذه المنصة للتنوع الأيديولوجي، إذ غالبية المحتوى يأتي من ترامب، ومؤثرين يمينيين، وساسة جمهوريين. ورغم أن المنشورات الخاصة بترامب تنتشر خارج المنصة بشكل واسع عبر لقطات الشاشة، إلا أن “تروث سوشيال” تفتقر إلى قاعدة مستخدمين كبيرة، حيث تقدر عدد المستخدمين النشطين بحوالي 6.3 مليون مستخدم شهريًا اعتبارًا من يناير 2025، وفقًا لتقارير “SEO.ai”.

من ناحية أخرى، استحوذ إيلون ماسك على منصة تويتر في 44 مليار دولار في أكتوبر 2022، وأعاد تسمية المنصة إلى “إكس” العام الذي تلاه. وتحت قيادته، شهدت “إكس” تخفيفًا ملحوظًا في سياساتها المتعلقة بالاعتدال، وعادت لحسابات محظورة سابقًا، مما أثار جدلًا بين سماحها بنشر اخبار كاذبة وخطاب كراهية، بينما أشاد بها الكثيرون الذين رأوا في سياسات الاعتدال السابقة شيئًا غامضًا أو ذا انحياز سياسي.

تظل “إكس” تحتفظ بنفوذ كبير، حيث أشار ماسك في مارس 2024 إلى أن عدد مستخدميها النشطين شهريًا تجاوز 500 مليون على مستوى العالم، ويبدو أن العدد قد يكون ارتفع إلى 600 مليون كما أكدت تقارير من رويترز في مايو 2024، على الرغم من أن هذه الأرقام لم تتحقق بشكل مستقل. وقد أشارت بعض التقارير إلى أن التفاعل على المنصة زاد بشكل ملحوظ منذ إدخال ميزات جديدة مثل X Premium وإمكانية نشر محتويات طويلة.

وبخصوص المستخدمين والنفوذ العالمي، لا يزال X هو المسيطر في الفضاء الرقمي السياسي بإجمالي مئات الملايين من المستخدمين، فهي تلعب دورًا حاسمًا في توجيه النقاشات السياسية، من تغطية الانتخابات إلى الدبلوماسية الدولية. بالمقابل، تُعتبر “تروث سوشيال” منصة متخصصة تعزز ولاء قاعدة مستخدميها، لكنها تفتقر إلى الانتشار الفيروسي الذي تمتلكه X، حيث إن منشورات ترامب غالبًا ما تصل إلى جمهور أكبر فقط عندما يُعاد نشرها على “إكس”.

تُظهر “تروث سوشيال” تحكمًا أكبر في الرسائل، حيث تبنى الولاء بدلًا من السعي وراء جمهور عريض، إذ لا يحتاج ترامب إلى الانتشار الواسع في ظل وجود جمهور يشاركه نفس الأفكار. بينما تعتمد “إكس” على ردود الفعل الواسعة وشمولية جمهورها، مما يجعلها ساحة تفاعلية تجمع بين السياسيين والصحفيين والمواطنين في اللحظات الآنية. بالتالي، يعكس الفرق بين المنصتين أهدافًا متباينة، حيث تساهم “تروث سوشيال” في تعزيز تماسك الأفكار، بينما تتيح “إكس” تشكيل سرديات أوسع تساهم في توجيه النقاشات العامة والعناوين الرئيسية.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *