
بينما أعلنت حركة حماس موافقتها على مقترح وقف إطلاق النار في غزة، يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اختباراً سياسياً وعسكرياً حرجاً، وسط تكهنات بأن الحركة قد نصبت له “فخاً سياسياً“، قد يضعه بين خيارين أحلاهما مرّ.فبحسب تقرير نشره موقع المونيتور، أكد مسؤول دبلوماسي إسرائيلي كبير أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لا يعارض المضي قدمًا باتفاق جزئي مع حماس، قد يكون مقدمة لاتفاق شامل، واصفًا الموقف بأنه محاولة “لانتشال نتنياهو من الفخ الذي نصبته له الحركة”.
فخ دبلوماسي أم مخرج تكتيكي؟
وفقاً للمصدر، فإن حماس قبلت الصفقة تحت “ضغط عربي مكثف”، وهي تراهن، على ما يبدو، أن إسرائيل سترفض العرض، ما يمنح الحركة مبررًا سياسيًا وأخلاقيًا أمام العالم، بينما تمضي إسرائيل نحو خيار عسكري واسع، قد يعمّق عزلتها الدولية، ويعرضها لعقوبات محتملة.ويرى الكاتب الإسرائيلي بن كاسبيت، أن هذا “الفخ” قد لا يضر حماس كثيراً في ظل تفكك قوتها العسكرية، واعتمادها على حرب العصابات، لكنه يضع إسرائيل أمام قرار مصيري.
الجيش جاهز.. ونتنياهو متردد
حتى الآن، لم يصدر نتنياهو موقفًا رسميًا من عرض حماس، فيما يواصل الجيش الإسرائيلي التحضير لهجوم شامل على مدينة غزة، بعد أن أقرّ المجلس الأمني المصغر في 8 أغسطس خططًا عملية، يُتوقع تقديمها خلال اجتماع يوم الخميس المقبل.وخلال زيارة لفرقة غزة، ناقش نتنياهو الخطط مع رئيس الأركان إيال زامير، وقال لاحقًا: “اطلعت على إعلان حماس… من الواضح أنهم تحت ضغط شديد”.
انقسام داخلي في الحكومة الإسرائيلية
التحرك نحو اتفاق جزئي يهدد تماسك الحكومة الائتلافية الهشة، فقد صرّح وزيران متطرفان، بتسلئيل سموتريتش وإيتامار بن غفير، أن القبول بأي صفقة جزئية سيؤدي إلى إسقاط الحكومة، مؤكدين أن نتنياهو “لا يملك تفويضاً” للقيام بذلك.من جانبه، لا يزال ترامب يضغط على إسرائيل للتوصل إلى اتفاق، رغم منشوره الذي بدا داعمًا للهجوم، حيث كتب على “تروث سوشيال”: “لن نرى عودة الرهائن إلا بعد مواجهة حماس وتدميرها!”.
خلافات تقنية تؤخر الحسم
بحسب التقارير، فإن الفجوات بين الجانبين باتت ضيقة. الاتفاق الجزئي المقترح يتضمن وقف إطلاق نار لمدة 60 يوماً، تُستأنف خلاله المفاوضات لإنهاء الحرب.أما أبرز النقاط العالقة، فتشمل عرض المنطقة العازلة داخل غزة، حيث خفضت إسرائيل مطلبها من 1200 متر إلى ما يقارب 1000 متر، وهو ما يقترب من العرض الذي قد تقبل به حماس.كما اقترب الطرفان من التفاهم حول عدد الأسرى الفلسطينيين الذين ستفرج عنهم إسرائيل مقابل الرهائن. حيث خفضت حماس طلبها من 200 إلى 150، فيما رفعت إسرائيل عرضها من 100 إلى 125 سجينً