بطل الحرب وبطل السلم - مصدرنا الإخبارى

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
بطل الحرب وبطل السلم - مصدرنا الإخبارى, اليوم الجمعة 22 أغسطس 2025 04:35 صباحاً


مصدرنا الإخبارى - لا تخون التعابير الرئيس الأميركي دونالد ترامب، هو دائماً يقصد ما يقوله، ليس رجلاً عفوياً تنساب الكلمات على لسانه على سجيتها. هو أكثر تعقيداً مما يتوهم بعضهم، وخطابه المتناقض ظاهرياً لا يوحي باضطراب من أي نوع. سريع جداً لا يمكن اللحاق به، صديقه اليوم قد يصبح عدوه غداً، لا يماري، ولا يساير إلا نادراً، لا تقوده العواطف بل المصالح والمصالح فقط، إلا إذا تعلق الأمر بإسرائيل، فهذه لها اعتبارات خاصة في إيديولوجيته الدينية والسياسية والاستراتيجية.  
"بطل السلم وبطل الحرب" هو دونالد ترامب. مهّد لولايته الثانية واستهلها بتأكيد أنه سيفرض السلام في العالم وسينهي حرب أوكرانيا وحرب الشرق الأوسط، وما زالت الحربان مستعرتين ومساعيه تصطدم بوقائع معقدة جداً. هل كان يدرك ذلك أم أن شعارات السلام التي رفعها كانت مجرد دعاية كشف عنها طموحه اللاحق للحصول على جائزة نوبل للسلام؟ على كل حال مازال الوقت متاحاً أمامه للحصول على الجائزة الأثيرة ذات الطابع الإنساني إذا استطاع فعلاً فرض السلام في القارة الأوروبية وفي فلسطين.
وبخ ترامب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وحقّر الرؤساء الأفارقة في البيت الأبيض وأهان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وكل زعماء أوروبا وأثار رعبهم وفرض عليهم تمويل حرب أوكرانيا من جيوبهم وليس من خزانة الولايات المتحدة. حارب الخصوم والأصدقاء معاً. فرض ضرائب جمركية على الجميع: الصين البعيدة وكندا والمكسيك الملاصقتين لبلاده، أوروبا وآسيا وأميركا الجنوبية...حتى الدول الفقيرة غير ذات التأثير في الاقتصاد الاميركي لم تنجُ من زيادة تعرفاته الجمركية...لبنان وسوريا وغيرهما.
بطل السلم يتباهي بأنه بطل الحرب. لا يفوّت فرصة للتباهي بالضربة الأميركية للمنشآت النووية الإيرانية "الساحقة الماحقة". يقول ترامب للصحافي الأميركي مارك ليفين المقرب من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "أنا الذي أرسلت الطائرات" لضرب منشآت إيران النووية..."استعد الطيارون لمدة 22 عاماً ومنحتهم مكافأة، أحضرت الجميع إلى المكتب البيضوي، كل من شارك في هذه العملية التي كانت مثالية للغاية والتي كانت بمثابة إبادة، إبادة كاملة".
وفي المقابلة التي نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية مقاطع منها قال ترامب صراحة إنه ونتنياهو "بطلا حرب" واصفاً الأخير بأنه رجل "طيب" ومن "الجنون" محاولة سجنه (يحاكم بتهم عديدة في إسرائيل بينها الفساد). يماهي ترامب بنيامين نتنياهو معه ويمنحه من رصيده في لحظة دولية يسقط العالم فيها الأهلية الأخلاقية عن الأخير بسبب حرب التجويع والإبادة التي يشنها على الشعب الفلسطيني في غزة رافضاً أي تسوية للصراع القائم قبل تدمير القطاع بالكامل وتشريد من يتبقى من أهله وإعادة احتلاله من جديد وتصفية القضية الفلسطينية نهائياً وإلغاء أي ذكر لحل الدولتين رغم الاعترافات الدولية المتتالية بدولة فلسطين. كلام ترامب عن نتنياهو يأتي في سياق عالمي ضاغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي، واختيار الحديث إلى الصحافي المقرب من نتنياهو ليس عبثياً ولا مصادفة في هذا التوقيت بالذات. ولا يشذ ترامب في هذا السلوك عن أي من الرؤساء الأميركيين السابقين، بل يمارس "الوفاء" الأميركي غير الخاضع للنقاش لمتطلبات إسرائيل المادية والعسكرية والاستخبارية.  
ترامب "البخيل" مع العالم كله والذي أوقف الدعم الأميركي لكثير من البلدان والمنظمات الإنسانية الدولية بذرائع متعددة يغطيها شعار "أميركا أولاً"، هو نفسه ترامب الذي واصل سياسة سلفه جو بايدن في فتح مستودعات الأسلحة الأميركية لإمداد إسرائيل بالقذائف والصواريخ من خلال جسر جوي متواصل وخط بحري لا يتوقف، حتى وصل الأمر إلى حد النقص الواضح في مخزونات الصواريخ في أميركا نفسها وهو ما دفع البنتاغون إلى طلب 3.5 مليارات دولار من الكونغرس لشراء صواريخ اعتراضية بعدما استهلكت حروب إسرائيل آلاف الصواريخ في منظومات الدفاع الجوي الأميركي "باتريوت" و"ثاد".
بطل الحرب أم بطل السلم؟
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق