شنكر لـ"النهار": قانون "الحشد" يُقوّض العلاقات مع أميركا... من يستثمر في دولة شرعنت حرساً ثوريّاً آخر؟ - مصدرنا الإخبارى

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
شنكر لـ"النهار": قانون "الحشد" يُقوّض العلاقات مع أميركا... من يستثمر في دولة شرعنت حرساً ثوريّاً آخر؟ - مصدرنا الإخبارى, اليوم الجمعة 22 أغسطس 2025 06:23 صباحاً

مصدرنا الإخبارى - حاولت واشنطن عبر إدارات متعاقبة منذ 2016، الضغط على بغداد لتقييد نفوذ "الحشد الشعبي"، وكثفت إدارة الرئيس دونالد ترامب  ضغوطها مع  القراءة النهائية  في البرلمان العراقي لمشروع قانون "قوات الحشد الشعبي"، في 16 تموز/يوليو . ويُعتبر اتصال وزير الخارجية الاميركي ماركو  روبيو برئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني التدخل الاميركي العلني الأخير  لسلسلة من كبار المسؤولين الأمير كيين،  على بغداد لفرض السيطرة على هذه الفصائل المسلحة.

 

ديفيد شينكر، زميل أقدم في برنامج الزمالة "توب" في معهد واشنطن ومدير "برنامج «ليندا وتوني روبين» حول السياسة العربية"، ومساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى سابقاً، تحدث لـ"النهار" عن الهواجس الأميركية، والتداعيات المحتملة على العلاقات الأميركية – العراقية في حال إقرار القانون والدور الإيراني.

+ما هي الهواجس الاميركية الرئيسية من قانون قوات الحشد الشعبي المطروح أمام البرلمان العراقي؟

يرسّخ القانون هذه الميليشيا المدعومة من إيران أساسًا كنظام دائم في العراق.  بعض العراقيين يقدمون المشروع على أنه  سيرسي الشرعية والقانون والنظام، ويخضع الميليشيات لسلطة الدولة. ولكن ليس ثمة مؤشر أن القانون سيُحقق ذلك. 

 

+ولكن الحشد الشعبي شرعي بالفعل بموجب القانون الصادر عام 2016...
نالت قوات  الحشد الشرعية في الحرب ضد داعش. وقد لعبت دورًا هامًا في المساعدة على هزيمة داعش. لكن العراق لديه جيش.  هذه ميليشيا تمتلك طائرات مسيّرة، وقرار الحرب والسلم في يدها. قبل أسابيع فقط، هاجمت إحدى الفصائل وزارة الزراعة، مما أسفر عن قتلى وجرحى. هذه قوات لا تعمل بموجب القانون العراقي. أطلقت طائرات مسيرة على الكويت، والسعودية، وإسرائيل، وكادت أن تجر العراق إلى حرب.

 

قتلت قوات الحشد مواطنين عراقيين، وصحافيين عراقيين، ومعارضين عراقيين كل ذلك من دون إذن من الحكومة العراقية. حاولت اغتيال رئيس وزراء أسبق ورئيس مجلس نواب.  

 

+تضم قوات الحشد الشعبي فصائل عدة، هل تقصد بكلامك جميع الفصائل؟ 

أتحدث أساساً عن سبعة فصائل تسيطر عملياً على  الحشد. نعم، هناك ألوية أو جماعات ملتزمة بالقانون، لكن لماذا تبقى خارج الجيش. لماذا تتمتع قوات الحشد بميزانية قدرها 3.8 مليار دولار؟ لماذا تشتري مسيرات وصواريخ؟ اذا كانت  حقاً جزءاً من الدولة لماذا لا تنضم الى الجيش؟.

 

+هل تعتقد أن الجيش العراقي قادر على القيام بالمهمة من دون مساعدة "الحشد الشعبي"؟

 - إنه جيش ضخم. وعلى أي حال، إذا كان الجيش يحتاج إلى مزيد من الأفراد في الجيش، فلماذا لا يدمج هؤلاء الأفراد فيه؟ لماذا يوجد هيكل قيادة منفصل ومستقل تمامًا، وهو في الواقع، على الرغم مما ينص عليه القانون، لا يخضع لسلطة القائد العام، رئيس الوزراء.

 

+هل تقترح ضم الحشد الشعبي الى الجيش العراقي؟

  -  الفصائل السبعة ترفض لذك. إنهم متشددون أيديولوجيًا، وطائفيون، ويفضلون البقاء على هذا النحو. وبحسب هذا القانون، لا يُطلق عليهم اسم مقاتلين، بل مجاهدين. لديهم مبرر وجود منفصل كان في مرحلة ما، محاربة داعش. الآن، أصبحت مهمتهم  مختلفة يحددونها بأنفسهم. هناك قوانين في العراق،  بما فيها توجيهات رئاسية تنص على أنه لا ينبغي أن يكون الحشد في شمال العراق  حيث تضايق القوات الشيعية المسيحيين. ولكن الحشد لا يلتزم هذه القوانين.

 

الحشد كان في السابق يخدم الدولة خلال الحرب ضد داعش. والآن أصبح راعياً لها. لذا، فهو يعد  238 ألف جندي بميزانية قدرها 3.8 مليار دولار، وكلية عسكرية وقواعد عسكرية خاصة، وأولويات عملياتية. وبالطبع، لديهم أيضًا، مثل "خاتم الأنبياء" في ايران، شركتهم الربحية الخاصة التي تحصل على عقود من الحكومة لبناء الطرق.

كذلك، يملك الحشد أراضي، وعنده مصادره الخاصة للمداخيل.  

 أعتقد أن هذا الامر هو مثار قلق كبير للولايات المتحدة، وهو أمر لن يقوض العلاقات الثنائية فحسب، وإنما أيضاً سيمنع الاستثمارات الخارجية في العراق. من سيستثمر في شركة بدولة شرعنت حرساً ثورياً آخر؟

 

 +ما الدور الذي تضطلع به ايران في هذا كله؟

 هذا نموذج ايراني. والأمر المثير للاهتمام في هذا الأمر  هو أن العراقيين رأوا ضرورة المضي قدمًا في هذا الأمر الآن بعد أن رأوا عملية نزع السلاح من حزب الله. تعرضت ايران لانتكاسات كبيرة في السنة الأخيرة. أُضعفت حماس، أحد وكلائها، وأُنهك "حزب الله" وانهار نظام الأسد، الحليف والشريك الاستراتيجي لايران منذ 40 سنة. وخسرت ايران الطريق اللوجستي لاعادة تسليح حزب الله. وصارت سوريا دولة معادية لايران لأنها ساعدت في تنفيذ ما يشبه الابادة والتطهير العرقي. لذا من الواضح أن سوريا لم تعد بحاجة إلى إيران. ولذلك تضغط ايران في العراق. لا يريدون أن يحدث للحشد الشعبي ما حدث لحزب الله. 

لبنان يتحرك في اتجاه تثبيت سيادته، وفي الوقت نفسه تكريس الهزيمة العسكرية التي لحقت بحزب الله وايران، على يد إسرائيل، وتحجيم حزب الله يمنع ايران من اعادة السيطرة على لبنان. 

 

+هل ما يحصل في العراق يخالف الاتجاه في لبنان؟

-ايران تريد تجنب نفس المصير في العراق. إذا نجح لبنان في نزع سلاح حزب الله، ثمة قلق في ايران وخصوصاً بين رجال الدين من أن يحصل ذلك في العراق أيضاً. ومع مليشيات إقليمية أقل، سيكون لدى ايران نفوذ أقل للضغط على اميركا ومهاجمة اسرائيل. لذا يضغطون من أجل تشريع الحشد ومأسسته، وترسيخه في قوانين الدولة.  

 

 +في ظل معارضة واشنطن لهذا القانون، أي نفوذ يمكن أن تلجأ اليه الولايات المتحدة لمنع اقرار القانون؟  

ثمة نواب من تقدم وآخرون يعارضون القانون. ولكن في النهاية قد يتخذ البرلمان العراقي هذا القرار وهو ما يمكن أن يكون له تداعيات، بما في ذلك تراجع العلاقات مع الولايات المتحدة، وانقطاع العلاقات العسكرية، وتراجع مستوى العلاقات على جبهات واسعة، وتراجع استثمارات الشركات الأميركية.

 

أبدى السوداني رغبته في شراكة من نوع ما مع الولايات المتحدة، تجارية كانت أم غير ذلك. وسيكون ذلك صعبًا. لكن بالطبع، من المهم ملاحظة أن الحشد الشعبي وشركاءه المحليين لا يكترثون بالتنمية الاقتصادية في العراق، ولا برفاهية الشعب العراقي، ولا بالانتقال من اقتصاد الدولة المعطل حيث 70% أو 80% من الشعب يعملون لدى الدولة إلى اقتصاد السوق الحر. ما يهمهم هو، كما تعلمون، مشروع إيران الإقليمي. وبالتالي، لن يكون هذا خسارة لهم.

 

وهل نشهد مثلاً تسريعاً للانسحاب الأميركي من العراق؟

 كما تعلمون، أعتقد أن ترامب سيرغب بالتأكيد في تقليص حجم القوات الأميركية، ليس فقط في العراق، بل في سوريا أيضًا. قد يستغرق ذلك وقتًا أطول قليلًا حتى يسيطر الشرع على البلاد في سوريا. أما في العراق، فأعتقد، نظرًا لاحتضان الحكومة،  للحشد الشعبي،  فهذا من شأنه، كما تعلمون، أن يعجل ربما بإعادة الانتشار داخل العراق وتقليص حجم إعادة الانتشار إلى إقليم كردستان، والانتقال من عين الأسد إلى منطقة من العراق حيث يحتضن الشعب والحكومة الولايات المتحدة ويريدون علاقات جيدة مع واشنطن.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق