مصدرنا الإخبارى - المتداول: فيديو يظهر، وفقاً للمزاعم، "إعلان مشيخة عقل طائفة الموحدين الدروز عزل الشيخ حكمت الهجري"، أحد مشايخ العقل الثلاثة البارزين في سوريا، في أعقاب اعمال العنف الدموية التي شهدتها السويداء بجنوب سوريا أخيراً. 

الا أنّ هذا الزعم غير صحيح.

الحقيقة: هذا الفيديو قديم، اذ يعود الى 16 تموز 2025. ويظهر فيه الشيخ يوسف جربوع قارئاً بنود الاتفاق مع الحكومة السورية، من أجل وقف إطلاق النار والتهدئة في محافظة السويداء، اثر اعمال العنف الدموية التي شهدتها يومذاك. FactCheck#

"النّهار" دقّقت من أجلكم

36 ثانية. تظهر المشاهد رجل دين وهو يقرأ بيانا على هاتفه. وقد انتشر الفيديو خلال الساعات الماضية في حسابات كتبت معه (من دون تدخل): "بيان مشيخة العقل اليوم بعد عزل الهجري عن مشيخة العقل".

حقيقة الفيديو 

الا ان هذه المزاعم خاطئة، وفقاً لما يتوصل اليه تقصي حقيقتها.

فالبحث عن المقطع، بتجزئته الى صور ثابتة (Invid)، يوصلنا اليه منشورا في حسابات مواقع اخبارية عدة، في 16 تموز 2025، مع شرح انه يظهر الشيخ يوسف جربوع  الاتفاق مع الحكومة السورية، من أجل وقف إطلاق النار والتهدئة في محافظة السويداء.  

لقطة من الفيديو المنشور في صفحة الشرق للاخبار في الفايسبوك في 16 تموز 2025

لقطة من الفيديو المنشور في حساب جريدة المدن في الفايسبوك في 16 تموز 2025

وأوضح الشيخ جربوع، أنه " على وقف جميع العمليات العسكرية في السويداء، وعلى عودة الجيش إلى ثكناته". وشدد على أن الاتفاق يقضي بـ"ضمان الاندماج الكامل لمحافظة السويداء بالدولة السورية".

واشار الى انه "تم الاتفاق على تشكيل لجنة مراقبة من الدولة والمشايخ في السويداء"، و"التوافق على آلية لتنظيم وجود السلاح الثقيل في السويداء، وإنهاء مظاهر السلاح خارج الدولة". 

ونشرت وزارة الداخلية السورية تفاصيل الاتفاق. ولكن اثر ذلك، أعلن الشيخ حكمت الهجري، أحد مشايخ العقل الثلاثة البارزين في سوريا، رفض اتفاق وقف إطلاق النار مع الحكومة، قائلا إن "القتال سيتواصل إلى حين تحرير كامل السويداء". 

ولم يمكن العثور على اي خبر عن "عزل مشيخة عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ حكمت الهجري"، كما تزعم المنشورات. 

وكانت أعمال عنف اندلعت في محافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية في 13 تمّوز 2025، وأسفرت عن مقتل أكثر من 1600 شخص، معظمهم من الدروز، وفقا لآخر حصيلة نشرها المرصد السوري لحقوق الإنسان، على ما أوردت وكالة "فرانس برس". 

وبدأت أعمال العنف في السويداء باشتباكات بين مسلحين محليين وآخرين من البدو، ثم تطورت إلى مواجهات دامية بعدما تدخلت فيها القوات الحكومية.

وتقول دمشق إن قواتها تدخلت لإنهاء الاشتباكات. لكن شهود عيان وفصائل درزية والمرصد السوري لحقوق الإنسان يتهمون السلطات بالانحياز إلى البدو وارتكاب انتهاكات بحق الدروز.

وأفاد خبراء أمميون بخطف "ما لا يقل عن 105 نساء وفتيات درزيات على يد جماعات مسلحة تابعة للسلطات السورية الانتقالية، لا تزال 80 منهن مفقودات". 

وقال أكثر من اثني عشر خبيرا مستقلا من الأمم المتحدة: "لا تستطيع بعض النساء المحررات العودة إلى منازلهن خوفا على سلامتهن. وفي ثلاث حالات على الأقل، وردت تقارير عن اغتصاب نساء درزيات قبل إعدامهن"، مشيرين إلى أن 763 شخصا، بينهم نساء، ما زالوا في عداد المفقودين.

ورأوا في هذا الوضع "إخفاقا واضحا في حماية الأقليات ومكافحة العنف القائم على النوع الاجتماعي، بغياب تحقيقات شاملة ومستقلة ونزيهة في حالات الإعدام التعسفي أو التعذيب أو الخطف".

مئات يتظاهرون في السويداء للمطالبة بحق تقرير المصير

ولا يزال الوضع في السويداء متوترا والوصول إلى المحافظة صعبا. ويهاجم ناشطون "التحركات التي يقودها الشيخ حكمت الهجري ومجموعاته"، على قولهم. 

تقييمنا النهائي: اذاً، ليس صحيحاً ان "الفيديو المتناقل هو بيان لمشيخة العقل بعد قرار عزل الشيخ حكمت الهجري". في الحقيقة، هذا الفيديو قديم، اذ يعود الى 16 تموز 2025. ويظهر فيه الشيخ يوسف جربوع قارئاً بنود الاتفاق مع الحكومة السورية، من أجل وقف إطلاق النار والتهدئة في محافظة السويداء، اثر اعمال العنف الدموية التي شهدتها السويداء بجنوب سوريا يومذاك.