مصدرنا الإخبارى - قامت فرق الغواصين التابعة للشرطة الإيطالية بتنظيف تمثال "المسيح من الأعماق"، أحد أكبر المعالم تحت الماء في البحر الأبيض المتوسط، باستخدام خراطيم مياه مضغوطة لإزالة القشريات عن التمثال الذي وُضع  في قاع البحر قبالة الساحل الشمالي لإيطاليا عام 1954.

ويبلغ طول التمثال البرونزي 2.5 متر (8 أقدام)، ويصوّر المسيح بيدين مرفوعتين. وقد صُنع من ميداليات مصهورة لجنود إيطاليين قتلوا، بالإضافة إلى مدافع وسفن، وصُمّم ليكون نصباً تذكارياً لمن قضوا في البحر. ويُعدّ التمثال رمزاً قوياً للتضحية خلال الحرب العالمية الثانية، وهناك نسخ مشابهة منه قبالة كي لارغو في فلوريدا وغرينادا.

يقع التمثال على بعد نحو 300 متر عن الشاطئ بين مدينتي بورتوفينو وكامولي في الساحل الشمالي لمنطقة ليغوريا، وعلى عمق حوالي 18 متراً (59 قدماً).

ويقول مكتب الآثار التابع لوزارة الثقافة الإيطالية إن موقع "المسيح في الأعماق"، يعد، نظراً إلى قربه من الساحل وعمقه الضحل نسبياً، أكثر مواقع الغوص زيارة في البحر المتوسط. ويجذب الموقع أيضاً ممارسي الكاياك وركوب الألواح الشراعية، إذ يمكن رؤية التمثال من السطح.

وكل عام، يقوم الغواصون بغسل التمثال بعناية لإزالة البكتيريا والقشريات التآكلية المتراكمة عليه. وقد جرت عملية التنظيف هذا العام في 19 آب/أغسطس، بمشاركة الشرطة الإيطالية وخفر السواحل وأربع قوات أخرى.

تمثال المسيح من الأعماق (سيباستيان كارلوسينا).

ويستخدم التنظيف بالمياه المضغوطة مياه البحر نفسها، ولا يلحق أي ضرر بالبرونز أو بالنظام البيئي البحري، حيث تُزال الكائنات الدقيقة وتُعاد إلى البحر، حسبما قالت أليساندرا كابيلا، مؤرخة الفن في مكتب الآثار في ليغوريا.

يُذكر أن تقنية غسل التمثال بالمياه المضغوطة تُستخدم منذ عام 2004، حين أُخرج التمثال من الماء لإجراء ترميم كامل بعدما انكسرت إحدى اليدين وأُعيد تثبيته.