أَفَما كانَ يَنبَغي أَن تَرحَمَ أَنتَ أَيضًا رَفيقَكَ كَما رَحِمتُكَ أَنا - مصدرنا الإخبارى

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
أَفَما كانَ يَنبَغي أَن تَرحَمَ أَنتَ أَيضًا رَفيقَكَ كَما رَحِمتُكَ أَنا - مصدرنا الإخبارى, اليوم الاثنين 25 أغسطس 2025 09:27 صباحاً

مصدرنا الإخبارى - الاب ايلي قنبر

 

 

 

 

1."مَن يَسعى يَومًا إِلى ٱلحَربِ وَٱلنَّفَقَةُ عَلى نَفسِهِ؟"
دفاعًا عن حقِّه بأن يعيش بِما يتكرّم به عليه مَن بشَّرهم، أوضح بولس كلامه مُستَعينًا بصورةٍ من واقع الحياة: "مَن يَسعى يَومًا إِلى ٱلحَربِ وَٱلنَّفَقَةُ عَلى نَفسِهِ؟ مَن يَغرِسُ كَرمًا وَلا يَأكُلُ مِن ثَمَرِهِ؟ أَم مَن يَرعى قَطيعًا وَلا يَأكُلُ مِن لَبَنِ ٱلقَطيع؟"
كلام بولس يذهب بنا إلى ما "يتكرَّم" به النظام الرأسماليّ المتوحِّش على العُمّال والموظَّفين في المجتمعات التي يسُودها. فهو يعتبر نفسه كريمًا مع أولئك، وأن عليهم أن يكتفوا بِما يُقدِّمه لهم دون تذمُّر . هذا ما كان يكرِّره زعيم مسيحيّ لبنانيّ، أن على الفقير أن يكون شاكرًا للغنيّ لأن"لازم يكون في غني تَ يعيش الفقير". 
لِمَ اجتمعَت في المعتَّر "كل الإشيا الكافرين"[ راجع أغنية "أنا مُش كافر" لزياد الرحبانيّ]؟ في نظامٍ يأكل الأخضر واليابس، في نظامٍ اقتصاديٍّ رَيعيٍ غيرِ مُنتِجٍ، كيف للمرء أن يتّقي العوّز أو أن يجد العناية إذا هرِم وكبُر أو أن تستقبله مستشفى إن لم يكُن وفير المال أو اقلّه مُؤَمَّنًا، أو ألَّا يبحث في القُمامة عن مأكلٍ إن ضربه الفقر ،أو أن يُحترَم ولا يُذَلّ أمام متغطرِس؟ كيف لِأُناسٍ يتعرَّضون لتلَفِ محصولِهم الزراعيّ من قِبَلِ مُعتَدٍ غاشِمٍ أن يقنّعوا بأن هذا قدَرهم؟ أو أن تُقصَف أرضهم وبيُوتهم وأن يقفوا مكتوفي الأيدي مُستَسلٍمين لعدُوٍّ متوحِّشٍ، ولا دولةً تحميهم وترعاهم؟ 


 

 

لينالوا خلاصًا، 
- هل يكفيهم ترداد: "توكَّلنا على الله، وهوَ ملجؤنا"؟ 
- أو باللُّجوء إلى صلاة رجال دينٍ "يأكلون بُيوت الأرامل، ولِعلّةٍ يُطيلون الصلوات" ويستَحِقّون "دَينونةً أعظم" (مرقُس 12: 40)، هل يُستَجابوا ؟! 
في هذا قال ماركس:"الدِّين أفيُون الشعوب". ويكفينا ان نتذكَّر زياد الرحباني وأن نَعتبِر: "يلّي بصلّي الأحد. ويلّي بصلّي الجمعة، وقاعد يِفلَح فينا على طول الجمعة. إنت يلّي دَيِّن قال، وأنا يلّي كافر عال. راجعوا الكتُب السماويّة، راجعوا كلام القادِر"..
كيف لمَن لا يعرف إحدى تلك الحالات  أعلاه أن يفهم ويشعر مع مَن "إذا اجتمعوا فيّي كل الإشيا الكافرين"؟ 
2. أَفَما كانَ يَنبَغي أَن تَرحَمَ أَنتَ أَيضًا رَفيقَكَ كَما رَحِمتُكَ أَنا؟
في قراءة من روايَة متّى[  35-23:18] للإنجيل لهذا الأحد[  الأحد 24 آب 2025]، علَّم يسوع أن "يُشَبَّهُ مَلَكوتُ ٱلسَّماواتِ بِإِنسانٍ مَلِكٍ أَرادَ أَن يُحاسِبَ عَبيدَهُ. فَلَمّا بَدَأَ بِٱلمُحاسَبَةِ، قُدِّمَ إِلَيهِ واحِدٌ عَلَيهِ عَشَرَةُ آلافِ وَزنَة. وَإِذ لَم يَكُن لَهُ ما يوفي، أَمَرَ سَيِّدُهُ أَن يُباعَ هُوَ وَٱمرَأَتُهُ وَبَنوهُ وَكُلُّ ما لَهُ وَيوفى عَنهُ. فَخَرَّ ذَلِكَ ٱلعَبدُ وَسَجدَ لَهُ قائِلاً: يا سَيِّدُ، تَمَهَّل عَلَيَّ فَأوفِيَكَ كُلَّ ما لَكَ. فَتَحَنَّنَ سَيِّدُ ذَلِكَ ٱلعَبدِ وَأَطلَقَهُ وَتَرَكَ لَهُ ٱلدَّين". وما أن أُعفيَ من دَينِه ومن حُكمٍ جائرٍ كاد يُودي به وعائلته بجريرته، حتّى التقى بزميلٍ له عليه دَينٌ لا يُقاس بِما كان هو مَديونٌ به لملِكه. طالبَه بإيفاء الدَّين، "فَخَرَّ رَفيقُهُ ٱلعَبدُ عَلى قَدَمَيهِ، وَجَعَلَ يَتَضَرَّعُ إِلَيهِ قائِلاً: تَمَهَّل عَلَيَّ، فَأوفِيَكَ كُلَّ ما لَك"َ. فَلَم يُرِد، بَل مَضى وَطَرَحَهُ في ٱلسِّجنِ حَتّى يوفِيَ ٱلدَّين". تعامل مع رفيقه بفظاظة، ما دعَا الرِفاق إلى رفع الأمر إلى الملِك الذي استَدعاه على عجَل وحكَم عليه:"أَفَما كانَ يَنبَغي أَن تَرحَمَ أَنتَ أَيضًا رَفيقَكَ كَما رَحِمتُكَ أَنا؟" وانتهى به الأمر "إِلى ٱلجَلاَّدينَ، حَتّى يوفِيَ جَميعَ ما لَهُ عَلَيهِ". مثَلٌ مُعبِّر وآنيّ، نبني عليه لمُحاسَبة  الذات، فرديًّا وجَماعيًّا.
 كيف يتعاطى الإكليروس[ عبرانيّين 13: 7] ورجال الدِّين "مع الوجود الكَيانيّ لرعيّتهم وكيف يُطوِّرون تمَظهُراته ليكون ذاك الوجود[   35-23:18   ] لُبنةً في عمارة الوطن والعالم؟ [  ايلي قنبر، رؤساء انهزاميّون أو سَيكوباتيّون، النهار، 17 تمّوز 2025 ] هل من رحمة في تعاطي المؤمنين بعضهم مع البعض الآخَر؟ يقول قيصاريوس:"إنّ الله هو الذي يعاني في هذا العالم من البرد والجوع اللذين يطالان جميع الفقراء، وهذا ما قاله بنفسه[  راجع متّى 25: 40]. ... ما الذي تبحثون عنه سوى الرحمة .. التي إن هي بشكل خاص (إلَّا) الاهتمام بشقاء الفقراء[ القدّيس قيصاريوس (470-543؟)، راهب وأُقف أرل، العظة رقم 2] وبؤسهم. لذلك، عندما تأتون إلى الكنيسة، قدّموا الصدقة إلى الفقراء بحسب مواردكم".
 أمّا الرؤساء المدَنيِّون فالانهزام أمام *حجّة الأقوى* هو سيِّد المَوقِف بالنسبة إليهم كَونهم صنيعة ذاك الأقوى. إذًا، هل يرحَموا مَن في الأرض؟
 دافيد رجلٌ خمسينيّ مُقعَد منذ أكثر من عشرين سنة بسببِ خطا طبِّيّ، أُصيب جسده بالترهُّل نظرًا لعدَم قدرته على المشي. طلب منّي أن أُصلّي لأجله لأنّه تعرّض قبل أسبوعَين لتسمُّم استَوجب نقله إلى المُستشفى بطلبٍ من الطبيب. نقله الصليب الأحمر اللُّبنانيّ يوم خميس إلى المستشفى الذي يبعد بضعة أمتار عن بيته. بقيَ يومان في "الطوارئ" دون علاج في مستشفى أسّسها راهب[  أسَّس الأب يعقوب الكبّوشي مستشفيات ومدارس ودور إيواء تلبيةً لحاجات غير المُقتَدرين. فماذا فعل المُؤتَمنون عليها؟] للفقراء والمتروكين ... قالت له راهبة هناك، لا حولَ لها ولا قوّة، أحسّت به:"ما رَح يِنقلوك من "الطوارئ" إلّا السبت لأن ما في مجال تفوت على حساب وزارة الصحّة بالويك إند".، فأخرجه أخوه صاغِرًا[ أخوه لم يُقاوم إدارة المستشفى ولم يعترض على سؤ تعاملها حتّى]  إلى مستشفى آخَر  ... هنا، لا مفَرّ من طرح السؤال المفتاح: لِمَ يتنكّر أصحاب المستشفيات الرهبانيّة لنّذْر الفقر الذي أعلنوه يومًا؟ بإمكانهم تطبيب المساكين من حساب المُقتَدِرين دون التعرُّض للخسارة. فلِمَ لا يفعلون؟

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق