مصدرنا الإخبارى - في مفاجأة مدوّية خلال عطلة نهاية الأسبوع (23-24 آب/أغسطس 2025)، نجحت "نتفليكس" في انتزاع المركز الأوّل في شباك التذاكر الأميركي والكندي للمرّة الأولى في تاريخها مع فيلم الرسوم المتحركة الموسيقي "كاي بوب ديمون هانترز" (KPop Demon Hunters). وقد حصد العمل ما بين 18 و20 مليون دولار من الإيرادات رغم عرضه المحدود ليومين فقط، في خطوة نادرة من المنصّة التي اعتادت الاكتفاء بالإصدار الرقمي من دون منافسة مباشرة على الشاشة الكبيرة.

الفيلم من إنتاج "Sony Pictures Animation"، وقد عُرض في قربة ألف و600 إلى ألف و750 صالة فقط، لكنه نجح في إزاحة فيلم الرعب "ويبنز" (Weapons) من الصدارة بعد ثلاثة أسابيع متتالية من النجاح، إذ جمع الأخير 15.6 مليون دولار في أسبوعه الثالث، وتجاوزت إيراداته العالمية حاجز الـ100 مليون دولار. ومع ذلك، قلب فيلم "نتفليكس" المعادلة بشكل مفاجئ وسريع. وبما أنّ "نتفليكس" لا تتحدّث عن إيرادات أفلامها، تستند أرقام "كاي بوب ديمون هانترز" إلى توقعات الاستوديوهات المنافسة ودور العرض السينمائية.

يتتبّع الفيلم مغامرات فرقة فتيات كورية خيالية تُدعى "Huntr/x" تقاتل الشياطين عبر الأغاني، وقد تحوّل إلى ظاهرة ثقافية بامتياز، إذ أصبح، منذ طرحه عبر "نتفليكس" في حزيران/يونيو، الفيلم التحريكي الأكثر مشاهدة في تاريخ منصة البث التدفقي، واحتلّ المركز الثاني في قائمة الأفلام الأكثر مشاهدة على المنصّة على الإطلاق، مسجلاً 210.5 ملايين مشاهدة حتى اليوم.

إنجاز موسيقي
الموسيقى التصويرية للفيلم اجتاحت المنصّات العالمية. فقد دخلت ثلاث من أغانيه الأصلية -  "Golden" و"Your Idol" و"Soda Pop" - ضمن قائمة أكثر 10 أغنيات استماعاً في قائمة "Billboard Hot 100"؛ وفي إنجاز لم تحققه أي فرقة فتيات منذ "Destiny’s Child" عام 2001، تصدّرت "Golden" القائمة. كما دخل ألبوم الأغاني المصاحبة للفيلم قائمة "Billboard 200" في المركز الثامن، قبل أن يقفز سريعاً إلى المركز الثالث، ليصبح الألبوم الغنائي الأعلى تصنيفاً لعام 2025.

مشهد من “كاي بوب ديمون هانترز“. (نتفليكس)

وإلى جانب النجاح التجاري، أثارت موضوعات الهوية والتراث الثقافي والتعبير عن الذات نقاشاً واسعاً في المدارس وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، بحسب صحيفة "الغارديان"، لتتخطى أصداء الفيلم حدود جمهور العائلات التقليدي.

محطة بارزة في الثقافة الشعبية
يتجاوز "كاي بوب ديمون هانترز" كونه مجرّد فيلم ناجح من "نتفليكس"، ليصبح ظاهرة ثقافية شاملة، تمزج بين موسيقى البوب الكورية وجماليّة الرسوم المتحركة وتجربة المشاهدة في الصالات. ويقول المحلل ديفيد أ. غروس من شركة "فرانشايز إنترتينمنت ريسيرش" إنه "العمل الذي يُعرض عبر منصة بثّ تدفقي، وأُنجز ليُشاهَد في المنزل، حقّق مستوى من الشعبية نادراً ما تصل إليه أنجح أفلام السينما".

مشهد من “كاي بوب ديمون هانترز“. (نتفليكس)

قد يُعيد نجاح الفيلم رسم إستراتيجيات التوزيع بين الاستوديوهات ومنصّات البث، مع بروز أسلوب العروض الغنائية التفاعلية والتواصل المباشر مع الجمهور بصفتها عناصر حاسمة في تحقيق الإيرادات.

ورغم أنّ هذا الإنجاز شكّل دفعة إيجابية لصالات السينما في عطلة نهاية أسبوع بطيئة للغاية، فإنّ ذلك لم يكن السبب وراء قرار "نتفليكس" عرض الفيلم في صالات السينما. فبحسب مجلة "فارايتي"، يسعى عملاق البثّ إلى أن يُعيد الحماسة الجماهيرية المشاهدين إلى المنصّة لمشاهدة الفيلم مراراً وتكراراً، أو انتظار الجزء الثاني المرتقب.