نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
توماس فرانك "النبوءة" التي تحققت في شمالي لندن - مصدرنا الإخبارى, اليوم الاثنين 25 أغسطس 2025 04:55 مساءً
مصدرنا الإخبارى - لم يكن بيب غوارديولا يوماً مدرباً عادياً يقف خلف الخطوط ويصنع من الأندية نسخاً أقوى فحسب، بل كان وما زال عقلاً يقرأ ما وراء التفاصيل: يلاحظ، يحلل ويصيب بتوقعاته. غوارديولا لم يُخرّج لاعبين فحسب، بل صنع أيضاً مدربين، مثل ميكيل أرتيتا، وأثبت أنه يمتلك عيناً ثاقبة قادرة على التقاط البصمات حتى عند منافسيه.
في الموسم الماضي، وبينما كان توماس فرانك يقود برينتفورد، خرج غوارديولا بتصريح لافت قال فيه: "إنها مسألة وقت قبل أن يصبح توماس فرانك مدرباً لنادٍ أوروبي كبير. أنا بارع في ملاحظة المدربين الممتازين".
حينها لم يُؤخذ التصريح على محمل الجدّ، رغم أنّ فرانك أنهى الموسم في المركز العاشر متفوّقاً على أندية أكثر عراقة. لكن يبدو أنّ المدرب الدنماركي أخذ هذا الكلام كتحدٍّ له، ليثبت أنّ غوارديولا لم يُخطئ في تقديره.
إدارة توتنهام كانت أمام خيار صعب في صيف مضطرب، فالجماهير تطالب بالأسماء الكبيرة، وفريق خرج من موسم كارثي في الدوري كاد ينتهي به إلى الهبوط لولا لقب الدوري الأوروبي، ومع ذلك، اختارت الإدارة الرهان على توماس فرانك.
خيار بدا غريباً في البداية، لكنه سريعاً ما بدأ يكشف عن صحته. فمنذ ظهوره الأول مع توتنهام في السوبر الأوروبي أمام باريس سان جيرمان، ورغم الخسارة، بدا الفريق بهوية جديدة وروح مغايرة، وكأنّ فرانك أعاد تعريف شخصية الـ"سبيرز".
المدرب توماس فرانك. (أ ف ب)
بصمة فرانك الأولى لم تكن فنية فقط، بل نفسية؛ فالتحوّل الذي ظهر على معظم اللاعبين القدامى في الفريق يكشف عن قدرة المدرب على التعامل النفسي الجيد معهم. اللاعبون أصبحوا أكثر صلابة، يملكون دافعاً مختلفاً، وروحاً جماعية افتقدها النادي طويلاً. ولعل المثال الأبرز هو البرازيلي ريتشارليسون، الذي تحوّل من لاعب على قائمة الرحيل إلى المهاجم الأشرس في خط المقدمة، بثلاث مساهمات تهديفية في أول مباراتين في الـ"بريميرليغ".
أما عن تأثيره الفني، فثلاث مباريات فقط كانت كفيلة بالكشف عن قدرة فرانك على تقديم فريق متنوّع الأساليب. ضد بيرنلي، لعب بالضغط العالي واسترجاع الكرة مبكراً، بينما أمام باريس سان جيرمان ومانشستر سيتي فضّل التنظيم الدفاعي والاعتماد على المرتدات. أمام سيتي تحديداً، فرض فرانك خطته وحقق فوزاً ثميناً.
صحيح أنّ الحكم على موسم توتنهام ما زال مبكراً، في ظل منافسات محلية وقارية شاقة. لكن المؤكد أنّ توماس فرانك وضع اسمه بقوة بين المدربين الكبار. ما بدأه مع برينتفورد كان وعداً، وما يقدمه مع توتنهام اليوم هو الدليل الحي على أنّ غوارديولا كان محقاً.
0 تعليق