نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
في غزة جوع وفقر وموت... إعلان المجاعة للمرّة الأولى! - مصدرنا الإخبارى, اليوم الجمعة 22 أغسطس 2025 02:28 صباحاً
مصدرنا الإخبارى - ستعلن المجاعة في مدينة غزة للمرّة الأولى من قبل الهيئة الدولية المسؤولة عن مراقبة الجوع في العالم، وفق ما كشفته صحيفة "التلغراف" البريطانية.
يُعد التصنيف المتكامل للأمن الغذائي (IPC) – وهو نظام معتمد عالمياً لتصنيف شدّة انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية – أداةً تدعمها الأمم المتحدة، وقد استُخدم للإعلان عن 4 مجاعات فقط منذ تأسيسه في عام 2004، كان آخرها في السودان العام الماضي.
وعلى الرغم من أن التصنيف المتكامل كان قد حذّر سابقاً من أن المجاعة وشيكة في أجزاء من غزة، إلّا أنّه حتى الآن امتنع عن إصدار إعلان رسمي، مبرّراً ذلك بعدم توفّر بيانات دقيقة.
لكن صباح الجمعة سيُعلن رسمياً عن حصول مجاعة في مدينة غزة، وهي آخر منطقة حضرية كبرى متبقية في القطاع ويقطنها نحو 500 ألف شخص.
وفق الصحيفة، هذا الإعلان سيثير غضب الحكومة الإسرائيلية، التي نفت باستمرار حصول مجاعة في غزة، بينما تتحرّك حالياً نحو السيطرة على مدينة غزة. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الخميس إنّه سيمنح الموافقة النهائية على السيطرة على المدينة، التي تعد واحدة من آخر معاقل حركة "حماس".
3 معايير
ولكي تُعلن المجاعة رسمياً، يجب أن تتحقّق 3 معايير صارمة: أن تواجه 20% على الأقل من الأسر نقصاً حاداً في الغذاء، وأن يعاني 30% على الأقل من الأطفال من سوء تغذية حاد، وأن يموت شخصان من كل 10 آلاف يومياً بسبب "المجاعة المباشرة".
سوف يعلن التصنيف أن المجاعة تجتاح "محافظة غزة"، والتي تضم مدينة غزة و3 بلدات مجاورة ومخيّمات عدّة للاجئين، وفقاً لإحاطة سُلمت إلى منظّمات شريكة واطلعت عليها "التلغراف".
دمار في غزة. (أ ف ب)
وجاء في الإحاطة: "بعد 22 شهراً من الصراع المستمر، يواجه أكثر من نصف مليون شخص في قطاع غزة ظروفاً كارثية، تتسم بالجوع والفقر والموت".
وأضافت أن المجاعة يُتوقّع أن تمتد إلى محافظتي دير البلح وخان يونس بحلول نهاية أيلول/سبتمبر إذا استمر الوضع الحالي.
ويواجه 1.07 مليون شخص آخر – أي أكثر من نصف سكان غزة – بالفعل مستويات "طارئة" من انعدام الأمن الغذائي، وهي ثاني أعلى درجة على السلم، وفق الإحاطة ذاتها. وقد تواصلت التلغراف مع الحكومة الإسرائيلية للتعليق.
وقد واجه نتنياهو ردود فعل دولية غاضبة بسبب الوضع في غزة، إذ أعلنت إسرائيل في وقت سابق من الشهر الجاري إجراءات للسماح بدخول المزيد من المساعدات. وأكّد أن "مئات الشاحنات" سُمح لها بالدخول، مضيفاً: "لو كنّا نطبّق سياسة تجويع، لما بقي أحد على قيد الحياة في غزة بعد عامين من الحرب".
وأشار إلى صور صادمة للأسير الإسرائيلي إفياتار دافيد (24 عاماً)، الذي بدا شديد الهزال في مقطع فيديو نشرته "حماس"، قائلاً: "الأشخاص الوحيدون الذين يتم تجويعهم عمداً في غزة هم أسرانا".
السيطرة على غزة
وتعهّد رئيس الوزراء الإسرائيلي يوم الخميس بالسيطرة الكاملة على مدينة غزة عسكرياً، مشيراً إلى أن العملية الواسعة قد تبدأ خلال أيام، وأن عمليات تمهيدية بدأت بالفعل.
في وقت سابق من هذا الأسبوع، أُعلن أنّه سيتم استدعاء 60 ألفاً من جنود الاحتياط في جيش الدفاع الإسرائيلي قبيل الهجوم البري الشامل على المدينة.
وتفيد التقارير بأن القوّات الإسرائيلية تمكنت بالفعل من ترسيخ وجودها في أطراف المدينة بعد أيام من القصف المكثف، فيما يفرّ الفلسطينيون بأعداد كبيرة من المنطقة.
ويُتوقع بحسب التصنيف أن يستمر تدهور الأمن الغذائي في غزة بين منتصف آب/أغسطس ونهاية أيلول/سبتمبر.
وخلال هذه الفترة، سيواجه نحو ثلث السكان – أي ما يقارب 641 ألف شخص – ظروفاً كارثية، فيما سيرتفع عدد من هم في حالة "طوارئ" إلى 1.14 مليون نسمة.
وأكّدت الإحاطة أن هذه "المرّة الأولى التي يُؤكّد فيها رسمياً وقوع مجاعة في منطقة الشرق الأوسط"، رغم أن المنطقة شهدت أزمات جوع تاريخياً، والمرة الخامسة فقط التي يُعلن فيها عن مجاعة رسمياً من قبل التصنيف، بعد 4 مرات سابقة جميعها في أفريقيا جنوب الصحراء.
وتتعرّض إسرائيل لضغوط دولية متزايدة للسماح بدخول المزيد من المواد الغذائية إلى غزة، وسط انتقادات لاذعة لحصارها الإنساني. وتتّهم إسرائيل "حماس" مراراً بتخزين المساعدات المخصّصة للمدنيين وسرقتها.
ووفق وزارة الصحة في غزة التي تديرها "حماس"، فقد توفّي حتى يوم الخميس 271 شخصاً بسبب الجوع، بينهم 112 طفلاً. وأكثر من نصف هذا العدد قضى خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة وحدها.
وبلغ إجمالي عدد القتلى الفلسطينيين منذ اندلاع الحرب قبل 22 شهراً 62,192 شخصاً، بحسب بيانات الوزارة.
ودافع نتنياهو الشهر الماضي عن تعامل إسرائيل مع الكارثة الإنسانية في القطاع، قائلاً: "لا يوجد مجاعة في غزة..
وأضاف: "نسمح بدخول المساعدات الإنسانية طوال فترة الحرب – وإلا لما بقي أي غزّي..
ويأتي إعلان المجاعة في الوقت نفسه الذي وقّع فيه وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي بياناً اتّهم الحكومة الإسرائيلية بارتكاب انتهاك للقانون الدولي بسبب خططها المضي قدماً في بناء مستوطنة غير شرعية ستقسم الضفة الغربية المحتلّة.
ومنذ إعلان رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أن المملكة المتحدة ستعترف بدولة فلسطينية في أيلول/سبتمبر، دخلت بريطانيا وإسرائيل في خلافات حادة.
وقالت وزارة الدفاع الإسرائيلية يوم الخميس إنّها أبلغت المسؤولين الطبيين والمنظّمات الدولية بالاستعداد لإجلاء سكان مدينة غزة قبيل الهجوم البرّي، مؤكّدة أنه تم إجراء "تعديلات" على المستشفيات في جنوب القطاع لاستقبال المرضى.
للاطلاع على التقرير، اضغط هنا.