هدف إسرائيل من الحرب تدمير غزة - مصدرنا الإخبارى

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
هدف إسرائيل من الحرب تدمير غزة - مصدرنا الإخبارى, اليوم الجمعة 22 أغسطس 2025 04:04 صباحاً

مصدرنا الإخبارى - أخيراً، تراجعت حركة "حماس" عن مواقفها بشأن عقد صفقة شاملة مع إسرائيل، تقضي بوقف حرب الإبادة الجماعية التي تشنّها ضد غزة، منذ قرابة عامين، وتنسحب بمقتضاها من القطاع، وذلك بموافقتها على عقد صفقة جزئية، تفضي الى هدنة لـ60 يوماً فقط، تستجيب للشروط الإسرائيلية، ولتدخّلات الوسطاء الدوليين والعرب.

عدا أنه موقف متأخّر جداً، فإن انزياح قيادة "حماس" نحو هذا الموقف أتى بعد فوات الأوان، أي من دون صلة بمجريات الواقع، بعدما باتت إسرائيل تسيطر بالقوة العسكرية على كل جغرافية غزة، وبعدما لم يعد بيد "حماس" أي خيار، سواء رفضت أو قبلت، في ظل الشروط والمعطيات الإسرائيلية القاسية والمجحفة.

في المقابل، تجد إسرائيل نفسها في وضع مريح على كل الصعد الدولية والإقليمية، إذ لا توجد ضغوط قوية أو مناسبة عليها، لوقف حربها الوحشية ضد الفلسطينيين، أو لانسحابها من قطاع غزة، أو لحملها على قبول مسار سياسي يفضي لإخراج "حماس" من المشهد؛ علماً أن رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو بات يصرح علناً بحلمه عن "إسرائيل الكبرى"، التي تتجاوز فلسطين من النهر إلى البحر، إلى أراضي الدول العربية المجاورة.

هذا يفسر إصرار إسرائيل على التعامل مع قطاع غزة كمسرح عمليات لآلتها الحربية المدمرة، مع وضع الفلسطينيين فيه في معازل، والتعامل معهم كسجناء محكومين بالإعدام، أو بالأشغال الشاقة، وقد حولته إلى أكبر مقبرة، وأكبر سجن، في العالم، بعدما قطّعت أوصاله، وكرّست فصله عن الضفة الغربية، وتأكيدها انتهاج سياسة تقضي بالتخفيف من أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين فيه، وربما إعادة احتلاله، أو الهيمنة المباشرة عليه، تحت شعار: لا "حماسستان"، ولا "فتحستان" في غزة.

على هذا الأساس يمكن قراءة موقف إسرائيل الرافض الصفقة الجزئية، بدعوى أنها تريد صفقة شاملة، وفقاً لمفهومها، تفضي إلى الإفراج عما تبقى من رهائن أو أسرى إسرائيليين لدى "حماس"، سواء أحياء أو موتى، دفعة واحدة، وتالياً وقف الحرب.

بيد أن الصفقة الشاملة التي تفضي إلى وقف الحرب نهائياً، تتضمن من وجهة نظر إسرائيل، عدا تحرير الأسرى الإسرائيليين، نزع سلاح "حماس"، وإبقاء غزة تحت الهيمنة الإسرائيلية، ولو في ظل قيادة انتقالية، ما يعني فصلها عن الكيان الفلسطيني في الضفة، وإبقاء الوجود العسكري الإسرائيلي في محيط غزة بعمق 1 ـ 3 كيلومترات.

وكما شهدنا، فإن إسرائيل لا تكتفي برفضها تلك الصفقة، بعدما وافقت "حماس" عليها، متراجعة عن كل ثوابتها ومواقفها السابقة، بل تباشر أيضاً حملة عسكرية تستهدف اقتحام مدينة غزة واحتلالها، والمنطقة الوسطى من القطاع، وكل ذلك يؤدي إلى إفراغ شمال غزة من الفلسطينيين، ودفعهم إلى الجنوب، شمال رفح، أي إلى ما مساحته أقل من 30 بالمئة من قطاع غزة، في ظروف كارثية ومأسوية لا يمكن لأي أحد أن يتحملها، مع تحكم إسرائيل بالممرات، وبإدخال المساعدات، التي بالكاد تمكن إنساناً من العيش.

ما يفترض لفت الانتباه إليه أن إسرائيل لا تريد احتلال قطاع غزة فحسب، وإنما هي تريد تدمير عمرانه، بشكل تام، وهذه المرة في المركز، بعدما فعلت ذلك في الشمال في جباليا وبيت لاهيا وفي الجنوب في رفح وخان يونس ودير البلح، أي إنها تريد محو غزة نهائياً عن الخريطة، مقدمة لتهجير أكبر عدد ممكن من فلسطينيي غزة، بكل الطرق الممكنة، طوعاً أو قسراً.

هذا هو الغرض من تكديس القنابل المدمرة، والمدفعية الدقيقة، وصواريخ "هابر"، والآليات الكبيرة من نوع "كاتربيلر"، وتحشيد عشرات الألوف من مجندي الاحتياط، إضافة إلى القوات العسكرية الموجودة حالياً في أنحاء القطاع. وبحسب التسريبات الإسرائيلية، فإن الجيش الإسرائيلي سيهاجم من البر والبحر والجو، مع ادعاء أن الجيش الإسرائيلي يستعد لإجلاء مليون من سكان غزة إلى جنوب القطاع، إلى ما تسمى المنطقة "الآمنة"، أو المنطقة "الإنسانية"، التي يشرف عليها من كل النواحي الجيش الإسرائيلي، في حين هي بمثابة معتقلات، تشبه معتقلات النازية، إبان الحرب العالمية الثانية.

وللعلم، فمن أصل 251 من الأسرى أو الرهائن الإسرائيليين في غزة، بقي حوالى 50، منهم 20 فقط على قيد الحياة، علماً أن كل أشكال الضغط الداخلي في إسرائيل، بشأن وقف الحرب للحفاظ على حياة الأسرى، لم تجد نفعاً أمام إصرار حكومة نتنياهو على الاستمرار في تلك الحرب، التي وصلت إلى حد تحويل غزة إلى خرابة، واحتلالها.