نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
بعد أسبوع على قمة ألاسكا... هل تعثرت مساعي ترامب للسلام في أوكرانيا؟ - مصدرنا الإخبارى, اليوم السبت 23 أغسطس 2025 07:05 صباحاً
مصدرنا الإخبارى - رأت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب أوائل هذا الاسبوع أن الأنشطة الديبلوماسية الحثيثة المتعلقة بالحرب الاوكرانية - الروسية التي أجريت في الأيام السابقة حقّقت إنجازات متتالية.
ولكن بعد مرور قرابة أسبوع على ما وصفه ترامب بأنها قمة أميركية - روسية "تاريخية" في ألاسكا، لا يبدو أن مشكلة إنهاء الغزو الروسي لأوكرانيا أصبحت أقل تعقيداً، ولا يبدو أن وقف النار أو التوصل إلى تسوية سلمية أصبحا أقرب، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز".
ويرى الدكتور في القانون والعلاقات الدولية بشارة صليبا، في حديث الى "النهار"، "أن الفرص تضيق، أو بدأت تضيق، لأن الأمر في الأصل محاولة لفتح كوة في الجدار في موضوع العلاقة بين روسيا والغرب، تحديداً من الباب الأميركي. ترغب إدارة ترامب في إعادة إطلاق عجلة العلاقات سواء كانت سياسية أو ديبلوماسية أو اقتصادية أو أمنية وغيرها... لكن، رغم هذه الرغبات، هناك عقبات كثيرة، خصوصاً من قوى أوروبية جادة تسعى نحو العرقلة، وعلى رأسها بريطانيا وألمانيا، وبالطبع نجد آذاناً صاغية لدى النظام في أوكرانيا".
ويضيف: "هذا لا يعني بالضرورة أن ذلك يعكس رغبات الشارع الأوكراني أو ما تبقى من أوكرانيا، إذ إن الشارع الأوكراني منقسم انقساماً حاداً، وطبعاً أوروبا منقسمة أيضاً حول موضوع التفاهم الروسي - الأميركي".
ويوم الخميس، يبدو أن ترامب قدم مقترحاً الى أوكرانيا لشن هجوم على الداخل الروسي، في منشور لافت في ظل توقف زخم محادثات السلام. وكتب على "تروث سوشال": "من الصعب جداً، إن لم يكن من المستحيل، الفوز في حرب من دون مهاجمة البلد الغازي... الأمر أشبه بفريق رياضي رائع يتمتع بدفاع قوي، لكنه ممنوع من اللعب الهجومي. أوقات مثيرة تنتظرنا!!!". ورأت وكالة "بلومبرغ" أن هذا التصريح يدل على انفتاح ترامب على قيام أوكرانيا بشن هجمات على روسيا.
ويؤكد تغيير موقفه تلاشي التفاؤل بشأن مساعيه الأخيرة لإنهاء الحرب، بحسب صحيفة "وول ستريت جورنال". وقال مسؤولون سابقون للصحيفة إن التوصل إلى حل شامل أمر غير مرجح. فلم تتحقق آماله في عقد قمة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للتوصل إلى اتفاق سلام. كما لم تتحقق خطته البديلة التي تقضي باجتماع بوتين وزيلينسكي لمناقشة إنهاء الحرب. ولا يزال المسؤولون الأميركيون والأوروبيون يتفاوضون حول تشكيل قوة تهدف إلى ردع أي هجمات روسية مستقبلية ضد أوكرانيا في حال التوصل إلى اتفاق سلام. حتى هذه الفكرة سرعان ما رفضها الكرملين وأثارت تساؤلات حول استعداد ترامب للالتزام بدور كبير للجيش الأميركي.
ومع ذلك، يقول صليبا لـ"النهار": "صحيح أن ليست كل البنود توضحت في اللقاء الذي جرى في ألاسكا، ولكن هذا لا يعني أنه لا يمكن أن تكون هناك محاولات لإنقاذ ما يمكن إنقاذه".
ويضيف: "في نهاية المطاف، لم تُعقد قمة آلاسكا من أجل معالجة الملف الأوكراني فقط... بل هناك ملفات كثيرة وكبيرة ومتعددة على مساحة الكرة الأرضية ناقشها الرئيسان. فالموضوع ليس أوكرانيا فقط، وفي نهاية المطاف قد يتخلى الأميركيون عن الملف الأوكراني، وكذلك الروس قد يتخلون عن المفاوضات، ولا يُحسم هذا الموضوع إلا في الميدان".
وبالفعل، لا تزال الفجوة بين مواقف موسكو وكييف كبيرة، وهذا الواقع يتعارض مع توقعات البيت الأبيض بسلام وشيك.
4 قضايا رئيسية تفصل روسيا وأوكرانيا
وفي الواقع، تفصل بين روسيا واوكرانيا خلافات جوهرية عدة، في ما يأتي القضايا الاربعة الرئيسية:
- الأراضي: قبل اجتماعه مع بوتين في ألاسكا، قال ترامب إن اتفاق السلام بين أوكرانيا وروسيا سيشمل "بعض التبادل للأراضي لمصلحة الطرفين". وسرعان ما أصبح واضحاً أن بوتين طالب بتبادل يصب بشكل حاد في مصلحته. فهو يريد أن تتخلى أوكرانيا عن دونباس. في المقابل، يعتقد المحللون أن روسيا قد تكون مستعدة لإعادة 660 ميلاً مربعاً تحت سيطرتها في أجزاء من أوكرانيا لم يطالب بها بوتين. وكرر زيلينسكي مراراً أن أوكرانيا لن تتنازل عن الجزء الذي تسيطر عليه من دونباس.
- ضمانات أمنية: هناك جدل كبير حول ما قد تنطوي عليه هذه الضمانات الأمنية، وما إذا كانت روسيا ستتمتع بحق النقض على خطط الغرب كجزء من مطالبها للتوصل إلى تسوية نهائية.
تقود بريطانيا وفرنسا ما يسمى "تحالف الراغبين" الذي يدرس خيارات لضمانات أمنية خارج الناتو. وهما تعملان على تشكيل "قوة طمأنة" تتمركز في غرب أوكرانيا لدعم جيشها. لكن من أين ستأتي هذه القوات الأجنبية، وكيف سيتم حمايتها، وبأي معدات، وإلى متى ستبقى - ناهيك بتكلفة كل ذلك - هي أسئلة لا تزال من دون إجابة. وقد استبعد ترامب إرسال قوات أميركية إلى أوكرانيا.
- قمة: قال ترامب إن الخطوة التالية يجب أن تكون لقاء بين بوتين وزيلينسكي، ربما يتبعه لقاء ثلاثي. ولمّح إلى أن بوتين وافق على لقاء زيلينسكي. لكن الكرملين استبعد هذه الفكرة في المستقبل القريب.
- وقف النار: هنا، غيّر ترامب رأيه. فقد كان يضغط منذ البداية من أجل وقف فوري للنار. في قمة ألاسكا، أقنع بوتين ترامب بالسعي أولاً إلى معاهدة سلام قبل وقف النار.
ترامب وزيلينسكي وماكرون في واشنطن (ا ف ب)
اختلافات حادة في أسلوب التفاوض
من جهة ثانية، يعود الفشل في تحقيق اختراق ديبلوماسي جزئياً إلى الاختلافات الحادة في أسلوب التفاوض بين بوتين وترامب، بحسب صحيفة "وول ستريت جورنال". وقال مساعدون سابقون لترامب إن الرئيس الأميركي يتبع نهجاً ارتجالياً يعتمد بشكل كبير على العلاقات الشخصية. وقال مسؤولون أميركيون سابقون راقبوا بوتين عن كثب إن سيد الكرملين منهجي في تحضيراته وغير عاطفي.
يسعى ترامب إلى إنهاء الصراع بسرعة، بحيث تعهد العام الماضي خلال حملته الانتخابية بأنه سيكون قادراً على وقف القتال في غضون 24 ساعة. أما بوتين فيحاول كسب الوقت، حاسباً أن روسيا يمكنها تحسين موقفها تدريجاً على أرض المعركة بينما يتفاوض الديبلوماسيون.
وأشارت الصحيفة إلى أن ترامب قد لا يكون قد فهم تعقيد القضايا التي يواجهها. وفي هذا الصدد، قالت شبكة "سي إن إن" أيضا إن الفشل في تقييم العقبات التي تعترض عملية السلام التي يقودها ترامب بشكل موضوعي هو أحد الأسباب التي تجعلها معرضة للانهيار.
ومع ذلك، أشادت الشبكة بجهود ترامب لاحلال السلام، مشيرة الى أن أسبوعاً واحداً هو فترة قصيرة للغاية لتقييم جهود السلام. فقد استغرقت جهود السلام في أماكن مثل البوسنة وأيرلندا الشمالية شهوراً وسنوات من الديبلوماسية المعقدة.
وقالت "نيويورك تايمز" إن الطرفين قد يفكران في تنازلات خلف الأبواب المغلقة لم يكنا مستعدين بعد للاعتراف بها علناً، وأشارت "سي إن إن" إلى أن ليس كل ما يحدث في العملية الديبلوماسية يحدث علناً. لذا، على رغم الأجواء غير الواعدة، فإن العمل الدؤوب وراء الكواليس والضغوط قد تبدأ بتضييق بعض الفجوات. لكن ما إذا كانت هذه الجهود الكامنة ستُترجم إلى تقدم ملموس على الأرض، فذلك لا يزال رهناً بإرادة الأطراف المعنية، وقدرتها على تقديم التنازلات في لحظة معقدة ومفتوحة على كل الاحتمالات.