خبراء: مودي يسعى لتأمين اقتصاد الهند المهدّد بالرسوم الأميركية ‏الخانقة - مصدرنا الإخبارى

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
خبراء: مودي يسعى لتأمين اقتصاد الهند المهدّد بالرسوم الأميركية ‏الخانقة - مصدرنا الإخبارى, اليوم الأحد 24 أغسطس 2025 12:03 مساءً

مصدرنا الإخبارى - يرى خبراء بأن مقترح رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي تخفيف ‏الضرائب المفروضة على السلع الاستهلاكية اليومية سيخفض ‏الأسعار بمليارات الدولارات سنويا ويعزز الطلب في اقتصاد مهدّد ‏برسوم جمركية أميركية خانقة.‏

وهدّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بمضاعفة الرسوم الجمركية ‏على السلع المستوردة من الهند من 25 إلى 50 في المئة، في إجراء ‏لمعاقبة نيودلهي على شراء النفط من روسيا، مشيرا إلى أن عمليات ‏الشراء هذه تساعد موسكو على تمويل غزوها لأوكرانيا.‏

وخيّم الإجراء المرتقب على التوقعات بالنسبة لخامس أكبر اقتصاد ‏في العالم، مع تحذير المصدّرين الهنود من تراجع الطلبات وخسائر ‏كبيرة في الوظائف.‏

 

ووصفت نيودلهي الخطوة الأميركية بأنها "غير منصفة وغير مبررة ‏ولا منطقية"، لكنها تسعى بالفعل لتأمين نفسها من تداعياتها، إذ تعهّد ‏مودي الأسبوع الماضي "خفض عبء الضرائب بالنسبة للمواطنين ‏العاديين" أثناء خطاب سنوي لإحياء ذكرى استقلال الهند.‏

ويقول خبراء اقتصاد إن مقترحه خفض ضرائب السلع والخدمات ‏سيخفض أسعار كل شيء بدءا من السيارات الصغيرة وصولا إلى ‏المكيّفات الهوائية.‏

تفرض الضرائب حاليا بناء على نظام معقّد من أربع فئات إذ تتراوح ‏معدلاتها من خمسة في المئة إلى 28 في المئة.‏

وبناء على التعديلات التي طرحها مودي، ستنضوي معظم المنتجات ‏في فئتين فقط ليتم فرض ضريبة نسبتها خمسة أو 18 في المئة ‏فحسب.‏

ووصف الزعيم الهندي التغيير بأنه "هدية بمناسبة ديوالي"، في إشارة ‏إلى مهرجان الأضواء الهندوسي عندما ينفق المستهلكون على سلع ‏من الذهب والملابس وصولا إلى المعدات الكهربائية.‏

 

 

اقتصاد الهند مهدّد بالرسوم الجمركية الأميركية (أ ف ب)‏

 

‏"توفير" ‏
وستعتمد رسوم ترامب الجمركية وتأثيرها على الهنود العاديين على ‏مدى التقدّم الذي يتم تحقيقه باتّجاه التوصل إلى اتفاق للسلام بين ‏روسيا وأوكرانيا، ومسألة إن كانت نيودلهي ستضمن العثور على ‏مصادر بديلة للنفط قبل مهلة الرئيس الأميركي المحددة في 27 ‏آب/أغسطس.‏

 

لكن الخبراء يشيرون إلى أن إصلاح مودي الضريبي يمكن أن يساعد ‏في زيادة الطلب عبر خفض الضرائب بمبلغ قدره ما بين 13 و17 ‏مليار دولار.‏

ووصف محللون لدى "خدمات إماكي المالية العالمية" السياسة بأنها ‏‏"إصلاح مُرحّب به باتّجاه دعم الاستهلاك المحلي".‏

وقدّروا بأن الجزء الأكبر تقريبا من السلع المشمولة حاليا في الفئة ‏الأعلى التي تفرض بموجبها ضرائب نسبتها 28 في المئة، ستخضع ‏إلى ضريبة نسبتها 18 في المئة، بينما ستصبح "كل" الفئة "تقريبا" ‏الخاضعة لضرائب نسبتها 12 في المئة ضمن فئة الخمسة في المئة.‏

وذكر محللون لدى "موتيلال أوسوال"، وهي شركة خدمات مالية ‏هندية، بأن التغييرات ستصب في مصلحة مجموعة واسعة من ‏القطاعات وتمكّن العائلات من "توفير الكثير" من المال.‏

 

ويبقى مصير المقترح في نهاية المطاف في أيدي "مجلس الضرائب ‏على السلع والخدمات" ‏GST Council‏ الذي يضم في صفوفه ممثلين ‏عن حكومات الولايات وسبق أن اعتُبر التوصل إلى توافق بين ‏أعضائه أمرا صعبا في الماضي.‏

وفي حال إقراره، قد يتسبب الخفض الضريبي بالضغط على خزينة ‏المال العام، بحسب الخبراء.‏

لكنهم يشيرون إلى أنه سيساعد في تعويض مخاطر التعريفة الجمركية ‏وتحسين صورة مودي لدى الطبقة الوسطى.‏

يأتي المقترح قبل الانتخابات المتوقعة في وقت لاحق من هذا العام ‏في ولاية بيهار الكبيرة ذات الأغلبية الهندوسية والتي تعد 130 مليون ‏نسمة وتحمل أهمية سياسية بالغة بالنسبة لمودي.‏

 

وقال خبير الاقتصاد لدى جامعة "أو. بي. جيندال العالمية" ديبانشو ‏موهان لوكالة "فرانس برس" إن "السردية الاقتصادية الشائعة الآن ‏هي تلك المتعلقة برسوم ترامب الجمركية البالغة 50 في المئة ‏والانتكاسات التي تشهدها العلاقات الأميركية-الهندية".‏

 

وأضاف بأن "تعديل الضرائب على السلع والخدمات هو رد قوي من ‏مودي في هذا السياق. توجّه مودي بذلك إلى الطبقة الوسطى قائلا ‏لها: نحاول ضمان امتلاككم ما يكفي".‏

لكنه أضاف أيضا بأن الخطوة تشكّل إقرارا رسميا بأن الاقتصاد ‏الهندي لم يكن مناسبا "للطبقة ذات الدخل المنخفض إلى المتوسط منذ ‏مدة".‏

 

دونالد ترامب وناريندرا مودي (أ ف ب)‏

دونالد ترامب وناريندرا مودي (أ ف ب)‏

 

 

محادثات تجارية مع واشنطن ‏
ورغم دعوة خبراء الاقتصاد لإصلاح نظام الضرائب على السلع ‏والخدمات منذ سنوات، جاء إعلان مودي المفاجئ في وقت تدهورت ‏العلاقة بين الولايات المتحدة والهند إلى أدنى مستوياتها منذ عقود.‏

وتشير تقديرات خبراء الاقتصاد إلى أنه في حال فشل البلدان في ‏التوقيع على اتفاق تجاري، فقد تؤدي رسوم ترامب الجمركية إلى ‏تراجع نمو الناتج المحلي الإجمالي للهند إلى أقل من ستة في المئة ‏خلال العام المالي الحالي، أي أقل من توقعات المصرف المركزي ‏البالغة 6,5 في المئة.‏

وسيتوضح موقف نيودلهي بشأن واردات النفط الروسية بحلول ‏أواخر أيلول/سبتمبر إذ أن التعاقد على معظم شحنات هذا الشهر تم ‏قبل تهديدات ترامب، بحسب شركة الاستخبارات التجارية "كبلر".‏

وأفاد المحلل لدى "كبلر" سوميت ريتوليا وكالة "فرانس برس" إنه ‏بينما تبدي شركات التكرير الهندية "اهتماما متزايدا" بالخام الأميركي ‏وخام غرب إفريقيا وأميركا اللاتينية، إلا أن ذلك يعد مؤشرا على ‏‏"مرونة أكبر، لا على تحول متعمد".‏

 

وأضاف "إلى أن يحدث تحول واضح في السياسة أو تغيير مستدام ‏في اقتصاديات التجارة، تبقى التدفقات الروسية جزءا أساسيا من سلة ‏الخام الهندية".‏

ومع اقتراب موعد زيادة التعرفة الجمركية، ما زال وضع ‏المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة والهند ضبابيا. وتقول ‏نيودلهي إنها ملتزمة بالتوصل إلى اتفاق، لكن تقارير إعلامية هندية ‏تشير إلى أن المفاوضين الأميركيين أجلوا زيارة كانت مقررة أواخر ‏آب/أغسطس إلى العاصمة الهندية.‏