فن على الرمال..شاب من جنوب سيناء يبهر الزوار بمنحوتات حيوانية تبدو حقيقية|تفاصيل - مصدرنا الإخبارى

مصدرنا الإخبارى - في مشهد غير مألوف على شواطئ مدينة الطور بمحافظة جنوب سيناء، استطاع شاب أن يحول الرمال إلى منحوتات فنية مذهلة تجسد أشكال حيوانات بدقة مبهرة، ما جعل المارة ورواد الشاطئ يتوقفون بدهشة أمام هذه الأعمال التي، من فرط إتقانها، قد يظن البعض أنها حيوانات حقيقية ترقد على الشاطئ.

الشاب إسلام النجار، المعروف بين أهالي مدينة الطور بلقب "النحات"، أبدع مؤخرًا في تنفيذ تمثال ضخم لـ"تمساح أسود"، مستخدمًا الرمال السوداء "طينة البحر" وأعقاب السجائر لصناعة الأسنان، ما منح التمثال واقعية مُدهشة جعلت الأطفال يهربون من المكان ظنًا منهم أن التمساح حي.

موهبة فطرية ورؤية فنية

يقول إسلام النجار إنه يحمل شغفًا كبيرًا بالفن، وتحديدًا بفن النحت بالرمال، وهي موهبة ظهرت لديه بالفطرة منذ سنوات، حين بدأ لأول مرة برسم أسماء الأطفال على الشاطئ لإسعادهم، ثم تطورت لديه الموهبة تدريجيًا حتى أصبح قادرًا على تشكيل مجسمات حيوانات كاملة بدقة لافتة.

ويؤكد أن هدفه الأساسي ليس التربح من هذه الأعمال، وإنما فقط تنمية موهبته ونشر السعادة بين زوّار المدينة وأهلها، الذين يحرصون على التقاط الصور التذكارية بجوار مجسماته الفنية.

التمساح الأسود..فكرة من الطبيعة

يتحدث إسلام عن مجسم التمساح الذي أثار ضجة على شاطئ القمر بمدينة الطور، قائلاً إنه اعتمد في نحته على الرمال السوداء الموجودة بالمناطق الضحلة داخل البحر، لتمنح المجسم اللون الداكن الطبيعي، ما أضفى عليه مظهرًا واقعيًا لافتًا.

ولم يكتفي بذلك، بل استعان بـأعقاب السجائر لتكوين أسنان التمساح، وهو ما أعطى التمثال "روحًا" واقعية جعلته أقرب للحقيقة، وأثار إعجاب المارة ودهشتهم.

روح الحيوانات ملهمة

وأوضح "النحات الطوري" أن اختياره للحيوانات ليس عبثيًا، بل نابع من إعجابه الشديد بالحيوانات التي يعتبرها أرواحًا حرة، يمكن للإنسان تأملها والتعلم من سلوكها، مما يجعله يستمتع في كل مرة بنحت مجسم جديد يجسد هذا الإحساس العميق.

العمل لا يُقاس بالزمن..بل بالشغف

وعن الوقت الذي يستغرقه لإتمام كل عمل، أشار إلى أن مدة تنفيذ المجسمات تختلف حسب الحجم والتفاصيل، مضيفًا أن تمثال التمساح استغرق منه ما بين 4 إلى 5 ساعات، بداية من نقل الرمال السوداء من البحر، مرورًا بالتشكيل والنحت، وصولًا إلى أدق التفاصيل التي تضفي عليه الواقعية.

وعلى الرغم من أن المنحوتات الرملية بطبيعتها لا تدوم طويلاً، بسبب تغيرات الطقس وملمس الرمال، إلا أن إسلام لا يشعر بالضيق لذلك، بل يرى أن متعة العمل والقدرة على التعبير الفني هي الأهم، مؤكدًا أنه يعتبر مرونة يديه نعمة حقيقية يستخدمها في خلق لحظات من الجمال والمتعة البصرية على الشاطئ.