العلّامة الأمين... تأكيد الدّولة الوطنيّة الضامنة! - مصدرنا الإخبارى

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
العلّامة الأمين... تأكيد الدّولة الوطنيّة الضامنة! - مصدرنا الإخبارى, اليوم الاثنين 25 أغسطس 2025 06:13 صباحاً

مصدرنا الإخبارى - حوار الزميلة لارا نبهان، عبر قناة "الحدث"،  مع العلامة السيد علي الأمين، تطرق إلى العديد من النقاط المهمة، التي من خلالها يسعى الأمين لإعادة رسم صورة العرب الشيعة عموماً واللبنانيين خصوصاً، لا بوصفهم طائفة معزولة أو رهينة خطاب "المظلومية"، بل كمكوّن وطني أصيل، وجزء لا يتجزأ من مشروع الدولة الجامعة، لديه القدرة والرغبة على بناء جسور الثقة مع محيطه العربي.

الأمين شدد على أنه "لم تكن الطائفة الشيعية في يوم من الأيام متخوفة من مرجعية الدولة، لأنها تؤمن بمرجعية الدولة وبالولاء للوطن"، أي أن الشيعة شركاء فاعلون في النظام السياسي، لا جماعة على هامش الدولة أو على الضد منها.

أهمية خطاب الأمين لا تكمن فقط في تأكيد الانتماء الوطني، بل في تفكيك سردية الخطاب المضاد التي تجعل من السلاح عنواناً لـ"الهوية الشيعية" ومن خلالها يجري الترويج لمقولاتٍ فيها الكثير من القلق الوجودي المضخم، معتبراً أن "ما يُقال من أن هناك تخوفاً هو في الحقيقة ليس للطائفة الشيعية، بل لفريق امتلك السلاح منذ الفترات الماضية، وانتقل قبلها من فريق إلى فريق، إلى أن وصل اليوم إلى الطائفة الشيعية". 

العلامة الأمين حذّر من إدخال الرموز الدينية في النزاع السياسي، واعتبر أن تشبيه الوضع الراهن بـ"كربلاء" يمثّل "غلواً ومخالفة لواقع القضية" وأن واقع الأمر "نحن في معركة من أجل بناء لبنان، ومن أجل أن تكون لنا دولة ووطن مستقر وآمن"، وهذا برأي الأمين "لا يحصل إلا من خلال حصرية السلاح بيد الدولة، كما هو موجود في كل بلاد الدنيا. ليس هناك قراران في المسائل الأمنية والدفاعية، بل قرار واحد تأخذه الدولة الواحدة". 

هذا الخطاب يؤكد ويرسّخ لدى المواطنين العرب الشيعة أن خيار الدولة لا يعني خسارة، بل يعني مكسباً مزدوجاً: أولاً، حماية داخلية عبر مؤسسات الجيش وحكم القانون العادل؛ وثانياً، إعادة وصلٍ مع المحيط العربي الذي ينظر بعين القلق إلى بقاء السلاح لدى "حزب الله"، خصوصاً مع امتداداته الإقليمية. والعلامة الأمين هنا يوجه رسالة بعيدة المدى: لا مستقبل لأي طائفة خارج إطار دولتها الوطنية، ولا اندماج كاملاً لها ولسواها من المكونات في ظل ارتباط أي مكوّن أو حزب بمشاريع عابرة للحدود.

ولذلك، دعا السيد علي الأمين بجرأة إلى أن يكون تسليم السلاح مبادرة طوعية، تصون السلم الأهلي، وتحفظ مكانة جميع الفرقاء السياسيين من دون تفضيل أو غبن أو إقصاء، مؤكداً: "لا نريد أن نقول نزع السلاح، نقول إعطاء السلاح، إهداء السلاح إلى الدولة اللبنانية"، وبهذا الطرح يفتح الأمين الباب أمام مخرجٍ عملاني وهادئ، وممكن التطبيق.

ما يطرحه الأمين لا يقف منفرداً، بل يلتقي مع دعوات متنامية لمثقفين وطنيين شيعة في لبنان والعالم العربي، يرون أن الانخراط في مشروع الدولة هو الضمانة الحقيقية لمختلف المكونات، وأن التماهي مع أجندات خارجية لا يجلب سوى العزلة والخسارة. هذا التلاقي يعكس حاجة ملحّة إلى خطاب عربي جامع عقلاني وغير متشنج، يضع المصلحة الوطنية فوق الولاءات الفئوية.

إن "يد الله مع الجماعة"، يقول العلامة علي الأمين، مضيفاً "إذا كانت كل الجماعات في لبنان هي مع مرجعية الدولة وحصرية السلاح بيدها، فيجب أن ينضم الشيعة إلى بقية الجماعة"، لأنه "بذلك نحصل على قيامة جديدة للبنان، دولة المؤسسات والقانون". 

 


طرحٌ يعلي من قيمة "المواطنة" و"دولة القانون"، ومسؤولية تنفيذه من المهم أن تتم بحكمة وفق الإجراءات المؤسساتية الدستورية، كي يعبر لبنان هذه المرحلة الدقيقة بسلام.