الهجري يُشكّل جيشاً يضمّ فلول الأسد بغياب فصائل كبيرة... والشرخ يتعمّق - مصدرنا الإخبارى

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الهجري يُشكّل جيشاً يضمّ فلول الأسد بغياب فصائل كبيرة... والشرخ يتعمّق - مصدرنا الإخبارى, اليوم الاثنين 25 أغسطس 2025 07:14 صباحاً

مصدرنا الإخبارى - يتعمّق الشرخ أكثر بين الرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز في السويداء الشيخ حكمت الهجري والحكومة السورية، وتكاد تكون طرقات العودة إلى احتمالات التفاهم بين الطرفين مقطوعة تماماً. آخر فصول التصعيد كان تشكيل الهجري قوات عسكرية أطلق عليها تسمية "الحرس الوطني"، واعتبارها جيشاً في السويداء مهمته مواجهة الأجهزة الأمنية التابعة لدمشق وضبط الأمن في المحافظة، وفق الإعلان.

 

"الحرس الوطني" ضم تشكيلات وفصائل عسكرية عدّة في السويداء، لكن القوات المحورية في المحافظة لم تشارك، وهي "حركة رجال الكرامة"، "مضافة رجال الكرامة"، "لواء الجبل" و"أحرار الجبل"، على رغم إعلان "حركة رجال الكرامة" الترحيب بالخطوة، ما يضعف حراك الهجري، مع ضرورة الإشارة إلى أن عدداً من القادة المشاركين في "الحرس الوطني" كانوا ضباطاً وعناصر في جيش بشار الأسد وعلى علاقة بالمسؤول الأمني علي مملوك ومطلوبين بقضايا.

 

غياب مشاركة بعض الفصائل في المحافظة يضاف إلى ما تحدّثت مصادر عنه في وقت سابق لـ"النهار" عن جو معارض للتوجهات التي يتخذها الهجري، وضمن هذا الجو فاعليات اجتماعية وثقافية وسياسية وعسكرية بينهم ليث البلعوس وسليمان عبد الباقي وأسماء أخرى علمت بها "النهار"، لكن لن تنشرها لأسباب أمنية في ظل تعرّض معارضي الهجري لتهديدات، آخرها كان تهديد عناصر لشخص بالقتل بعدما حاول إزالة علم إسرائيل.

 

الشيخ حكمت الهجري.

 

مصادر درزية ترى في تشكيل "الحرس الوطني" استمراراً لسياسة "الانعزال والهروب إلى أفق مسدود". وبتقدير هذه المصادر، فإن السلطات السورية اتخذت في الأيام الأخيرة خطوات إيجابية تجاه السويداء، فضغطت على العشائر وتم الإفراج عن عدد من المخطوفين الدروز، وانسحبت من العديد من المناطق التي كانت تسيطر عليها في الريف الغربي للمحافظة، وبدأت العمل على إعادة طريق دمشق السويداء إلى الخدمة، وذلك في ظل تواصل بين وسطاء من دمشق وآخرين من السويداء لعقد مفاوضات، لكن الهجري "اختار التصعيد بوجه هذا الجو".

 

مصدر آخر في السويداء يقول إن تشكيل "الحرس الوطني"، وهو بمثابة جيش السويداء، خطوة من الهجري نحو "الحكم الذاتي"، لكن المصدر يسأل عن كيفية استمرار هذا الجيش وتسليحه وتأمين احتياجاته ورواتبه. وإذ يشير إلى العلاقة بين الهجري وإسرائيل واحتمال وقوف الأخيرة وراء دعمه، فإن طرقات الإمداد بين إسرائيل والسويداء مقطوعة برياً، ولا سبل إلا الإمداد الجوي، وهو غير مرصود حتى الحين.

 

ويتحدث متابعون عن كثب لتطورات السويداء عن "شرخ عميق بين الهجري والسلطات السورية"، متعمّدين ذكر الهجري لأنهم يرون أن شمل السويداء ودروزها به هو تضليل إعلامي وإلغاء لمعارضيه الذين باتوا يمثلون شريحة من مجتمع المحافظة. وهو شرخ تمثّل باستثناء السويداء إلى جانب الرقة والحسكة من انتخابات مجلس الشعب، وتأجيل الاستحقاق في المحافظات الثلاث لأسباب أمنية.

 

في المحصلة، فإن مسار التصعيد من قبل الهجري مستمر، في وقت إقليمي حسّاس، مع الحديث عن إنجاز ما نسبته 80 في المئة من الاتفاق الأمني بين إسرائيل وسوريا، وهو ما يطرح أسئلة كثيرة بشأن مستقبل السويداء واستمرار دعم إسرائيل للهجري وشكل السياسة والإدارة.