تحذير عاجل من اليمن إلى سكان تل أبيب؟ النهار تتحقق FactCheck - مصدرنا الإخبارى

مصدرنا الإخبارى - المتداول: "تحذير عاجل" وجّهه، وفقاً للمزاعم، "الحوثيون اليمنيون إلى سكان تل أبيب"، و"كل من يوجد في مطار بن غوريون"، بالتزامن مع غارات إسرائيلية استهدفت بنى تحتية للطاقة في العاصمة اليمنية صنعاء أمس الأحد. 

الا أنّ هذا الزعم غير صحيح.

الحقيقة: لا دليل على ان الحوثيين اليمنيين وجّهوا تحذيراً مماثلاً الى اسرائيل خلال الساعات الماضية. FactCheck#

"النّهار" دقّقت من أجلكم

تظهر الصورة الجوية موقع مطار بن غوريون، مرفقة بتحذير جاء فيه: "تحذير عاجل الى سكان تل ابيب. كل من يتواجد في مطار بن غوريون خلال 24 ساعة سوف يعرّض حياته للخطر. سوف تواصل القوات المسلحة استهداف اسرائيل يوميا. اذا كنتم تتواجدون (في) مطار بن غوريون عليكم الابتعاد عنه فوراً لمسافة لا تقل عن 500 متر". وقد انتشر التحذير خلال الساعات الماضية في حسابات كتبت معه (من دون تدخل): "‏الى سكان ⁧تل أبيب‬⁩، اليمن يحذر". 

6 قتلى و86 جريحا في غارات إسرائيلية على العاصمة اليمنية

جاء تداول التحذير في وقت قُتل ستة أشخاص وأصيب 86 آخرون، أمس الأحد، في غارات إسرائيلية مكثفة استهدفت بنى تحتية للطاقة في العاصمة اليمنية صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون المدعومون من إيران، على ما أوردت وكالة "فرانس برس". 

وأظهرت صور للوكالة كرة نار كبيرة تضئ السماء فوق العاصمة، مخلّفة عمود دخان أسود كثيف.

وكانت قناة "المسيرة" التابعة للحوثيين في اليمن أفادت بوقوع "عدوان صهيوني على العاصمة صنعاء"، في استمرار للمواجهة المستمرة منذ أشهر بين الحوثيين والدولة العبرية. أوضحت أنّ الغارات استهدفت "محطة شركة النفط بشارع الستين في صنعاء" و"محطة كهرباء حزيز جنوب صنعاء"، فيما أفاد مصدر أمني حوثي "فرانس برس" بأنّ الهجوم استهدف "مبنى أمن أمانة العاصمة وسط صنعاء".

وكتب المتحدث باسم وزارة الصحة التابعة للحوثيين أنيس الأصبحي على منصة إكس: "ارتفاع عدد ضحايا العدوان الصهيوني الي 6 شهداء و86 جريحا في حصيلة نهائية" من جراء القصف على محطة الكهرباء ومحطة شركة النفط في صنعاء. وأفاد بأن بين الجرحى، هناك "21 بحالة حرجة".

من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي، الأحد، استهداف مواقع "عسكرية" تابعة للحوثيين في صنعاء، بينها ما يقع قرب القصر الرئاسي ومحطات للطاقة ومنشأة لتخزين الوقود. وأفاد في بيان بأنّ "الغارات نفذت ردا على الهجمات المتكررة التي شنّها النظام الحوثي الإرهابي على دولة إسرائيل ومدنييها، بما في ذلك إطلاق صواريخ أرض-أرض وطائرات مُسيّرة باتجاه الأراضي الإسرائيلية في الأيام الأخيرة".

ولكن هل وجّه الحوثيون تحذيراً الى سكان تل ابيب والموجودين في مطار بن غوريون خلال الساعات الماضية، على خلفية هذه الغارات الاسرائيلية؟ 

لا دليل على ذلك. 

فالبحث في حسابات المتحدث العسكري باسم جماعة الحوثي اليمنية يحيى سريع، والاعلام الحربي اليمني، وقناة "المسيرة" التابعة للحوثيين، في اكس، يبيّن ان لا اثر فيها لتحذير مماثل. 

كذلك، لم تنقل وكالات الانباء العالمية والمواقع الاخبارية ذات ثقة تحذيراً شبيهاً خلال الساعات الماضية، وفقا لما يتوصل اليه البحث.  

إضافة إلى ذلك، كان لافتاً تضمّن التحذير أخطاء لغوية عدة. 

إسرائيل تقول إن صاروخاً أطلق من اليمن تفكك على الأرجح في الجو

يشار الى ان  الحوثيين أطلقوا صاروخاً على إسرائيل، مساء الجمعة. وقال الجيش الإسرائيلي إن صاروخا أُطلق من اليمن تفتت على الأرجح في الجو بعدما دوت صفارات الإنذار في مناطق عدة في أنحاء إسرائيل، على ما ذكرت وكالة "رويترز".

وأعلنت جماعة الحوثي اليمنية مسؤوليتها عن الهجوم، قائلة إنها نفذت ثلاث عمليات على إسرائيل. وقال المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع، في بيان بثه التلفزيون الجمعة: "‏نفذت القوة الصاروخية في القوات المسلحة اليمنية عملية عسكرية نوعية استهدفت مطار اللد في منطقة يافا المحتلة، وذلك بصاروخ باليستي فرط صوتي نوع فلسطين2، متجاوزا المنظومات الاعتراضية الإسرائيلية".

وأضاف: "نفذ سلاح الجو المسير في القوات المسلحة اليمنية عمليتين عسكريتين، وذلك بطائرتين مسيرتين استهدفتا هدفين تابعين للعدو الإسرائيلي، أحدهما عسكري، والآخر حيوي في منطقتي يافا وعسقلان بفلسطين المُحتلة. ‏وقد حققت العمليتان أهدافهما بنجاح بفضل الله".

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إن أنظمة الدفاع الجوي حاولت اعتراض الصاروخ مرات عدة خلال الهجوم. وقالت الشرطة الإسرائيلية إنه لم ترد أنباء عن وقوع إصابات.

ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية، أمس الأحد، عن تقرير للجيش إن الصاروخ الذي اطلق الجمعة كان مزودا للمرة الأولى برأس حربي يتشظى.

تقييمنا النهائي: اذاً، ليس صحيحاً ان الحوثيين اليمنيين وجهوا، خلال الساعات الماضية، "تحذيرا عاجلا إلى سكان تل أبيب"، و"كل من يوجد في مطار بن غوريون"، بالتزامن مع غارات إسرائيلية استهدفت بنى تحتية للطاقة في العاصمة اليمنية صنعاء أمس الأحد. ولم نعثر على دليل على صحة هذا التحذير.