نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
شنطة السوق - مصدرنا الإخبارى, اليوم الخميس 21 أغسطس 2025 11:53 مساءً
مصدرنا الإخبارى - عندما نسمع عبارة «شنطة السوق»، نتذكر بساطة الماضي ووعي الأمهات. لكن اليوم، أصبحت هذه الشنطة رمزًا لحل أزمة بيئية واقتصادية متصاعدة، بدأت بالأكياس البلاستيكية التي اجتاحت حياتنا، وانتهت بأطنان من النفايات التي تخنق كوكب الأرض.
في مصر وحدها، يُقدَّر استهلاك الفرد سنويًا بين 300 إلى 400 كيس بلاستيكي، أي أن عدد الأكياس المستخدمة على مستوى الجمهورية يتجاوز المليارات سنويًا.
مصر تنتج نحو 970 ألف طن من النفايات البلاستيكية سنويًا
وبحسب تقارير بيئية حديثة، تنتج مصر نحو 970 ألف طن من النفايات البلاستيكية سنويًا، تشكّل الأكياس أحادية الاستخدام منها حوالي 18%. هذه الكمية لا تُحرق ولا تُعاد تدويرها بالكامل، بل يتسرب جزء كبير منها إلى الشوارع، والترع، والبحر.
المشكلة الأكبر أن هذه الأكياس تحتاج من 400 إلى 1000 سنة لتتحلل طبيعيًا. وخلال هذا الوقت، تقتل الحياة البحرية، تلوث التربة، وتعيق تصريف مياه الأمطار. بحسب دراسات بيئية دولية، تموت سنويًا أكثر من 100 ألف كائن بحري بسبب البلاستيك، والكيس الواحد قد يختنق به دولفين أو سلحفاة بحرية لأنه يشبه قنديل البحر في الشكل تحت الماء.
هنا تبرز «شنطة السوق» القماشية كبديل عملي، بيئي، ومستدام. يمكن استخدام الكيس القماشي الواحد أكثر من 100 مرة، وهو لا يحتاج إلا لماء وصابون ليُغسل، مما يجعله أوفر على المدى الطويل. تكلفة إنتاج الكيس القماشي تتراوح بين 3 إلى 5 جنيهات فقط، بينما تكلفة التأثير البيئي للكيس البلاستيكي الواحد لا يمكن تعويضها.
تصنيع الشنطة القماش هو الحل
من الناحية الاقتصادية، يمثل تصنيع شنط القماش فرصة حقيقية. في مصر، هناك آلاف الورش القادرة على إنتاج هذه الأكياس محليًا. إذا تم استبدال 10% فقط من الاستهلاك السنوي للأكياس البلاستيكية بشنط قماش، فإن ذلك سيوفر فرص عمل مباشرة وغير مباشرة لآلاف النساء والشباب، ويساهم في تنشيط الصناعات الصغيرة.
التجارب الفردية بدأت تؤتي ثمارها. بعض المتاجر الكبرى بدأت تحفز الزبائن على استخدام شنطهم الخاصة، والبعض يبيع الشنطة القماشية بسعر رمزي قابل للاسترجاع. في المقابل، دول مثل كينيا وماليزيا وتركيا فرضت غرامات تصل إلى آلاف الدولارات على من يستخدم أو ينتج أكياسًا بلاستيكية غير قابلة للتحلل.
لكن التغيير الحقيقي يبدأ من البيت. حين يقرر الفرد أن يحمل شنطته القماش إلى السوق، فهو لا يحمل فقط خضاره وفاكهته، بل يحمل مسؤولية بيئية تجاه وطنه، ومجتمعه، وكوكبه. هو يقلل التلوث، ويوفر على الدولة أعباء النظافة، ويساهم في اقتصاد وطني قائم على الإنتاج بدل الاستيراد.
في النهاية، «شنطة السوق» ليست موضة عابرة، بل ضرورة دائمة. هي استثمار في المستقبل، وخطوة عملية نحو حياة أنظف وأذكى. حملها في يدك هو إعلان واضح: أنا واعٍ… وأشارك في الحل.