أكد السفير تميم خلاف، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية والهجرة المصري، أن أي محاولات للتقليل من الدور المصري في القضية الفلسطينية هي "حملة بائسة" تستهدف تشتيت الانتباه عن الانتهاكات الإسرائيلية، ورفع الضغط عن تل أبيب بتحويله نحو القاهرة، مشددًا على أن الحديث عن تراجع الدور المصري "عبث سياسي" يتنافى مع الواقع.

وقال خلاف، في حوار خاص مع وكالة أنباء الشرق الأوسط، إن لمصر دورًا تاريخيًا ومحوريًا في القضية الفلسطينية لا يمكن استبداله، بحكم الموقع الجغرافي، والروابط الثقافية والوجدانية مع الشعب الفلسطيني، إضافة إلى خبرة مؤسسية وفهم تاريخي متجذر يجعل من الدور المصري فريدًا في المنطقة.

وأوضح أن القاهرة لا تتحسس من وجود أطراف أخرى في الملف الفلسطيني، بل تنظر إليها كأدوار "مكملة" للجهود المصرية وليست بديلة عنها، مؤكدًا أن القضية الفلسطينية ستظل محورًا رئيسيًا في السياسة الخارجية المصرية، باعتبارها قضية إنسانية وأخلاقية قبل أن تكون سياسية وأمنية.

وعن جهود الوساطة، لفت إلى استمرار المساعي المصرية بالتعاون مع قطر للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، يشمل وقف العمليات العسكرية لمدة 60 يومًا، وتوسيع دخول المساعدات الإنسانية، وتبادل الأسرى والرهائن، مشيرًا إلى أن الكرة الآن في ملعب إسرائيل.

وكشف المتحدث أن مصر قدمت ما يقارب 70% من إجمالي المساعدات الإنسانية التي دخلت غزة منذ بداية الحرب، واستقبلت آلاف الجرحى الفلسطينيين في مستشفياتها، كما أعدت خطة متكاملة لإعادة إعمار القطاع وإجهاض أي مخطط للتهجير، وتستعد لاستضافة مؤتمر دولي لدعم إعادة الإعمار.

وفي سياق متصل، أشاد السفير تميم خلاف بموجة الاعترافات الأوروبية الأخيرة بدولة فلسطين، معتبرًا إياها "تطورًا تاريخيًا"، مؤكداً أن القاهرة لعبت دورًا بارزًا في تشجيع هذه الدول على الاعتراف، من خلال اتصالات رفيعة المستوى وزيارات رسمية.

وحول العلاقات الخارجية، أشار إلى أن مصر رفعت مستوى شراكتها مع الاتحاد الأوروبي إلى شراكة استراتيجية شاملة، وأن الفترة المقبلة ستشهد زيادة في الاستثمارات الأوروبية بمصر، فيما وصف الشراكة المصرية - الأمريكية بأنها "حيوية وضرورية" وتتطلب تعميقًا أكبر لمواجهة تحديات المنطقة.

أما على الصعيد الإفريقي، فأوضح أن وزير الخارجية بدر عبد العاطي رسّخ تقليدًا جديدًا باصطحاب رجال الأعمال في جولاته الإفريقية لتعزيز الشراكات الاقتصادية، معتبرًا أن التحرك المصري في القارة شهد نشاطًا غير مسبوق يعكس التزام القاهرة بدورها كشريك تنموي.

وفيما يتعلق بالأزمة الليبية، شدد المتحدث على أن مصر تتمسك بالحل السياسي الليبي - الليبي وترفض أي محاولات لتقسيم البلاد أو فرض أمر واقع جديد، مؤكداً دعم القاهرة لخارطة الطريق الأممية. كما جدّد التأكيد على موقف مصر الداعم لوحدة السودان واستقراره، ورفضها أي محاولات لزعزعة استقراره الداخلي أو فرض كيانات موازية.

وختم السفير تميم خلاف بالتأكيد على أن مصر ستظل حاضرة وفاعلة في ملفات المنطقة، انطلاقًا من مسؤوليتها التاريخية ومكانتها الإقليمية، وأن أي محاولات للتشكيك أو التقليل من دورها "لا تعدو كونها محاولات يائسة لن تنال من الحقيقة".

للمزيد تابع

خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك