نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الموسيقى الأردنية بين التحديات وفرص التطوير - مصدرنا الإخبارى, اليوم الاثنين 25 أغسطس 2025 02:45 مساءً
تشهد المنطقة العربية في السنوات الأخيرة نهضة ملحوظة في صناعة الموسيقى والغناء وفي هذا السياق يبقى السؤال مطروحا في الأردن كيف يمكن تحويل هذا القطاع من مبادرات فردية ومحاولات متناثرة إلى صناعة متكاملة تواكب التحولات العالمية وتعبر في الوقت ذاته عن الهوية الوطنية
الأردن يمتلك طاقات إبداعية كبيرة من أصوات شابة واعدة إلى موسيقيين متمرسين غير أن هذه الطاقات كثيرا ما تبقى حبيسة الظروف الاقتصادية وقلة الدعم فالموسيقى رغم أهميتها الثقافية والاجتماعية ما تزال تعامل كترف لا كقطاع إنتاجي قادر على توليد فرص عمل وتعزيز الصورة الثقافية للبلاد
مع ذلك لا يمكن إغفال الجهود التي بذلت خلال السنوات الماضية لإبراز الموروث الغنائي الأردني سواء عبر المهرجانات المحلية أو المبادرات الفردية هذه المحاولات ساعدت في إبقاء الأغنية الأردنية حاضرة لكنها لم تصل بعد إلى بناء سوق موسيقي متكامل والسبب في ذلك غياب التشبيك بين القطاعات وضعف الاستثمار في البنية التحتية وعدم وجود شركات إدارة فنية قادرة على تنظيم العمل
في المقابل يشهد العالم العربي تحولات كبرى في سوق الموسيقى مع بروز منصات البث الرقمي وتنامي دور المحتوى المحلي في المنافسة وهنا تكمن الفرصة أمام الأردن فالاستثمار في الموسيقى لا يعني مجرد صناعة ترفيهية بل يمثل جسرا لتعزيز الهوية الوطنية وتصدير صورة ثقافية إيجابية للعالم كما أن بناء منظومة متكاملة للإنتاج والتسويق يمكن أن يسهم في خلق فرص اقتصادية حقيقية خاصة للشباب
التحدي الأهم يتمثل في وجود إرادة مؤسسية ورؤية طويلة الأمد فالموسيقى ليست مجرد أغنية تبث عبر الراديو بل هي صناعة تعتمد على التعليم والإنتاج والتسويق والتوزيع وإذا لم يُنظر إليها بعقلية اقتصادية وثقافية في آن واحد فستبقى تدور في حلقة ضيقة بينما تواصل دول أخرى ترسيخ مكانتها عبر القوة الناعمة
الفنان الذي يستوعب هذه المعادلة ويديرها بذكاء يستطيع أن يتحول من مجرد صوت جميل إلى اسم راسخ في ذاكرة الجمهور فالصوت وحده لم يعد كافيا لصناعة نجم غنائي إذ بات الفن يرتبط بشكل مباشر بالإدارة والتسويق في عصر تتسارع فيه وسائل الإعلام التقليدية والجديدة أصبح من الضروري أن يقدم الفنان نفسه كمنتج متكامل له هوية وصورة ورسالة واضحة
النجومية تبدأ من الأغنية ذاتها بما تحمله من جودة في الكلمة واللحن والتوزيع وهي ما يفتح الباب إلى القلوب لكن الاستمرارية تتطلب حضورا متواصلا عبر وسائل متعددة تُبقي الجمهور على صلة بالفنان ولم يعد الجمهور يستمع فقط بل ينظر أيضا إلى الهوية البصرية للفنان من طريقة اللباس إلى أسلوب الظهور الإعلامي وحتى الكاريزما على المسرح وكلها عناصر تساهم في بناء صورة متماسكة تجعل الفنان قريبا من جمهوره وملائما للفئة التي يخاطبها
علينا ان نعلم بان وراء كل فنان ناجح يقف فريق إدارة يعرف كيف يوظف كل هذه العناصر معا مدير أعمال بخبرة وعلاقات وفريق تسويق رقمي نشيط وكتّاب وملحنون يمتلكون حس الابتكار وهذه العناصر حين تجتمع تشكل المعادلة التي تجعل من المطرب نجما قادرا على المنافسة في سوق مزدحم بالأصوات والأسماء
قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى هذا المقال : الموسيقى الأردنية بين التحديات وفرص التطوير - مصدرنا الإخبارى, اليوم الاثنين 25 أغسطس 2025 02:45 مساءً
0 تعليق