رحيل العميد بني الدوسري.. قامة إنسانية وذاكرة من التواضع والنقاء - مصدرنا الإخبارى

اخبار جوجل 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
رحيل العميد بني الدوسري.. قامة إنسانية وذاكرة من التواضع والنقاء - مصدرنا الإخبارى, اليوم الاثنين 25 أغسطس 2025 03:10 مساءً

مصدرنا الإخبارى -  

بقلوب يعتصرها الألم والحزن، ودّعنا يوم الجمعة 28 صفر 1447هـ صديقنا وزميلنا العميد متقاعد بني بن سعد بن فهد الدوسري، الذي باغتته سكتة قلبية مفاجئة، ليترك برحيله فراغاً كبيراً في قلوب من عرفوه وعاشوا معه لحظات الصدق والنقاء والوفاء؛ وشيّعناه في اليوم التالي بعد صلاة العصر في جامع متعب بمحافظة وادي الدواسر، ونحن نستحضر في ذاكرتنا تلك الملامح الإنسانية النادرة التي طبعت حياته ومسيرته.
عرفته جيداً عن قرب منذ مطلع الثمانينيات الميلادية، حين جمعتنا المستديرة في نادي الصحاري منذ انطلاقته الرسمية عام 1404هـ، حيث كان يتألق بيننا أداءً وحضوراً، إلا أن تواضعه الجم منعه حتى من قبول “كبتنية” الفريق رغم أحقيته بها؛ وكنا نلقبه حينها بـ “جان أمادو تيغانا” في إشارة إلى اللاعب الفرنسي الشهير، لما امتاز به من مهارة ورؤية فنية وفهم عميق لخطط المدربين، لكن الأهم من كل ذلك كان شخصيته التي جمعت بين قوة القيادة ونقاء التواضع.
لم يكن تواضعه محصوراً في الملعب، بل كان سلوكاً أصيلاً في حياته العملية والمجتمعية، فقد كان نموذجاً فريداً في التعامل الراقي مع الجميع، حتى مع من هم أقل رتبة منه في عمله، وهو ما شهدته بنفسي حين زرته في مكتبه بخميس مشيط، حيث لمست كيف كان يقابل الناس بوجه باسم وكلمة طيبة تعكس صفاء قلبه ورقي معدنه.
لقد كان الفقيد – رحمه الله – قامة إنسانية نادرة، جمع بين هدوء الطبع وقوة الشخصية، وبين كبرياء الموقف وتواضع السلوك؛ عُرف عنه التسامح وبذل الخير في الخفاء، فلم يكن يسعى إلى الأضواء، بل إلى مرضاة الله، وكان حريصاً على أداء الصلوات في أوقاتها ملازماً للمسجد، حتى أصبح تواضعه وسمو خلقه علامة فارقة في مسيرته التي لامست قلوب كل من عرفه.
كان قائداً بطبعه، يجيد التخطيط، ويمتلك القدرة على ضبط زمام الأمور بحكمة ورؤية، ويواجه المواقف المختلفة بثبات وحنكة، مع ثقة عالية بالنفس لم يلوثها غرور ولا كبر؛ اقترن اسمه دائماً بالعطاء، وارتبطت سيرته بالخير، وأثر في محيطه بما خلفه من قيم أصيلة ومواقف مشرفة.
رحل العميد بني الدوسري، لكن ذكراه ستبقى خالدة في القلوب، وستظل سيرته العطرة شاهدة على رجل عاش كبيراً في أخلاقه، عظيماً في تواضعه، نبيلاً في عطائه، وترك أثراً لا يزول في نفوس من أحبوه وعرفوه؛ نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته، ويلهم ذويه وأصدقاءه ومحبيه الصبر والسلوان.

مبارك بن عوض الدوسري
@mawdd3

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق