صوفيا سلّوم تلميذة شابّة أطلقت ورش عمل للطاقة الشمسية في مدارس لبنان - مصدرنا الإخبارى

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
صوفيا سلّوم تلميذة شابّة أطلقت ورش عمل للطاقة الشمسية في مدارس لبنان - مصدرنا الإخبارى, اليوم الاثنين 25 أغسطس 2025 04:55 مساءً

مصدرنا الإخبارى - على مدى السنوات الثلاث الماضية، تعاونت صوفيا سلوم، البالغة من العمر 17 عامًا والطالبة في المدرسة الأميركية في لندن، مع مركز "المهندس الصغير" (The Little Engineer) في بيروت، وهو مبادرة في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، وذلك بغية المشاركة في قيادة ورش عمل حول الطاقة المتجددة في مدارس لبنان. وتم ذلك خلال زيارات صوفيا الصيفية لبنان حيث تعيش عائلة والدها، وساهمت حتى الآن في إدخال البرنامج إلى عشر مدارس. وتُقدِّم هذه الورش حلولًا عملية لاستمرار تشغيل الصفوف الدراسية خلال فترات انقطاع الكهرباء، مع إشراك الفتيات والفتيان على حد سواء في التعلّم العملي.

 

 

 

 

تصف صوفيا منهجها في المبادرة بكلمتين فقط: الاستدامة والتمكين. وقالت: "أردت التعاون مع مركز  "المهندس الصغير" ليبقى البرنامج قائمًا، كما أردت أن يشعر التلامذة والمعلمون بأن لديهم بديلاً موثوقًا به خلال انقطاع الكهرباء".

وفي ورشة عمل أُقيمت أخيرًا، تجمّع التلامذة حول جهاز للطاقة الشمسية، وكان الجهاز معطلا وخارج نطاق 
الخدمة. 
لاحظت صوفيا أن إحدى التلميذات قد أغفلت خطوة أساسية، وأوضحت أن "الفتاة أوصلت اللوح الشمسي مباشرة بوحدة العاكس، من دون منظّم الشحن أو البطارية"، فطرحت عليها السؤال: "إذا غابت الشمس وأردتِ أن تشحني هاتفك، فمن أين ستأتيك الطاقة؟". وهكذا أعادت صوفيا وتلك الفتاة معًا توصيل النظام بحيث يشحن اللوح البطارية عبر منظم الشحن، فزودت البطارية الهاتف بالطاقة بشكل ثابت. ولاحقًا، وبعد أن استوعبت التلميذة هذه العملية بشكل عملي، شرحت التسلسل لزملائها وزميلاتها في الصف.

تواجه المدارس في لبنان هذه التحديات يوميًّا، فمعظم المنازل لا يحصل إلا على نحو أربع ساعات من الكهرباء من الشبكة الحكومية، وفي 17 آب (أغسطس) 2024، غرقت البلاد في ظلام دامس بعدما نفدت المحروقات من مؤسسة كهرباء لبنان، وتسبب ذلك في انقطاع شامل للكهرباء. ولسد هذه الفجوة، لا يجد الأهالي والمدارس بُدّاً من الاعتماد على المولدات الخاصة التي تعمل بالوقود، وهي شريان حياة باهظ التكلفة يستنزف الميزانيات ويملأ الهواء تلوثاً.

وقد فُرضت تعرفة حكومية للمولدات الخاصة في حزيران (يونيو) 2025 ارتفعت على إثرها أسعار الكهرباء إلى أكثر من 35 سنتًا أميركيًا لكل كيلوواط/ساعة، لتصبح من بين أكثر الأسعار ارتفاعًا على مستوى العالم العربي. وبالنسبة الى المدارس، قد يكون العبء خانقًا، إذ تلتهم فواتير الوقود أحيانًا أكثر من نصف الميزانية، مما يدفع العديد من هذه المدارس إلى إطفاء المولدات والعمل في الظلام. وكرد فعل على ذلك، شهد لبنان طفرة في تركيب الألواح الشمسية على الأسطح، حيث أن قدرة الطاقة الشمسية المركبة كانت قد تجاوزت بالفعل في منتصف عام 2023، حاجز 1,000 ميغاواط، في مؤشر إلى تزايد أهميتها.

بدأت صوفيا تعاونها الأول مع مركز "المهندس الصغير" عام 2023، بعد سنوات من مشاركتها في مسابقات الروبوتات عبر برنامج "فيرست" العالمي. ووظفت تلك الخبرة لتشارك في تصميم منهج في لبنان يجمع بين الدروس النظرية وأنشطة عملية في البناء. 
تقول رنا شميطلي، الرئيسة التنفيذية لمركز "المهندس الصغير": "طوال ورش العمل، كان الجميع متحمسًا لتبادل الأفكار والتعلّم بعضهم من بعض".

أقيمت الورشة الأولى تحت شعار "إعادة إعمار بيروت"، استجابة لكارثة انفجار المرفأ عام 2020، ومن خلال تلك الورشة تم الدمج بين الروبوتات والطاقة المتجددة. أما ورش العمل اللاحقة فركّزت بالكامل على الطاقة الشمسية، تحت عنوان البرنامج: "إذا عتمت؟ منضويها". ومن هنا، شارك التلامذة في صناعة سيارات شمسية صغيرة، وركّبوا أنظمة شحن، وتدرّبوا على توصيل الدوائر الكهربائية لإبقاء المصابيح والأجهزة قيد العمل أثناء انقطاع التيار الكهربائي. وكان التفاعل واسعًا، إذ طلبت المدارس الانضمام إلى الورش المقبلة، وعاد كل طالب مشارك في الورشة وفي حوزته أجهزة طاقة شمسية كاملة بما يُتيح له إعادة تنفيذ المشروعات في مدرسته ومشاركة المهارات مع زملائه. وأشارت إحدى المعلّمات إلى أن تلامذتها أعادوا بناء وتركيب أجهزة الطاقة الشمسية مع صف آخر في الأسابيع التالية، وصرّحت قائلة: "كانوا متحمسين ليعلّموها بأنفسهم".

أولت صوفيا اهتمامًا بتصميم أجهزة الطاقة الشمسية واستدامتها، وقالت: "تولينا تأمين جميع المكوّنات من لبنان حتى تتمكّن المدارس من استبدال القطع بسهولة". واقترحتْ تعديلات عملية، مثل إضافة مفتاح كهربائي ووصلات قابلة للتركيب والفصل، ليتمكّن التلامذة من التجميع من دون أدوات خاصة. 
تقول رنا شميطلي إن هذه التفاصيل أحدثت فارقًا: "لقد فكّرتْ ليس فقط في كيفية التعليم، بل فكّرت أيضًا في كيفية جعل أجهزة الطاقة الشمسية واقعية للصفوف في مدارسنا".

بالنسبة إلى صوفيا، فذلك هو الهدف. تقول: "أدوات الطاقة الشمسية بسيطة، لكنها تساعد التلاميذ على التحكم في تعلّمهم. وفي خضم أزمة الطاقة، ليست الطاقة الشمسية مسألة رفاهية. حتى أجهزة الطاقة الشمسية الصغيرة يمكن أن تعني وجود ضوء للمذاكرة أو وجود هاتف مشحون لدواعي السلامة".
وعلى نطاق أوسع، قامت وزارة التربية واليونيسيف بوضع خطة لاحتياجات الطاقة في نحو 850 مدرسة رسمية، وتعملان على تركيب أنظمة شمسية وتحديثات كهربائية على مستوى المدارس لتقليص تكلفة الوقود وضمان استقرار الطاقة خلال أوقات التدريس. وتواكب مبادرة "المهندس الصغير" هذا الجهد المؤسسي انطلاقًا من الصف الدراسي، عبر استخدام أجهزة محلية المصدر وتنظيم ورش للتلامذة تُبسِّط عمل الدوائر الكهربائية، لتجعل الطاقة قابلة للاستخدام وفي متناول اليد. وتساهم هذه الجلسات في إبقاء عملية التعلّم متواصلة خلال فترات الانقطاع الراهنة، كما تمنح التلامذة الثقة في استخدام أنظمة الطاقة الشمسية المدرسية مع دخولها حيّز الخدمة. ومعًا، فإن التوسّع على المستوى الوطني والممارسة داخل الصفوف الدراسية، سيحوّلان الاستثمار إلى ساعات يومية من الضوء والتعلّم.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق