ديناصور غير قابلة للحياة.. حل جماعة الإخوان في سوريا على طاولة الشرع - مصدرنا الإخبارى

اخبار جوجل 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
ديناصور غير قابلة للحياة.. حل جماعة الإخوان في سوريا على طاولة الشرع - مصدرنا الإخبارى, اليوم الاثنين 25 أغسطس 2025 05:40 مساءً

مصدرنا الإخبارى -  في منعطف تاريخي حاسم، تواجه سوريا الجديدة واحدة من أبرز الملفات الشائكة في مسيرة إعادة البناء،  مصير تنظيم الإخوان المسلمين في البلاد. مع تصاعد الدعوات العلنية لحل التنظيم أو حظره بالكامل، تبرز أسئلة مصيرية حول قدرة الدولة الناشئة على تجاوز تحديات الماضي وبناء مستقبل مستقر بعيداً عن الصراعات الأيديولوجية العابرة للحدود.

دعوات حل الإخوان في سوريا

أثار موفق زيدان، المستشار الإعلامي للرئيس السوري أحمد الشرع، ضجة كبيرة بدعوته العلنية لحل تنظيم الإخوان على غرار الفصائل العسكرية والسياسية التي حُلّت خلال المرحلة الانتقالية.
يرى زيدان أن هذه الخطوة ليست مجرد تصفية حسابات سياسية، بل هي "خيار استراتيجي يصب في مصلحة الدولة السورية الوليدة" التي تسعى للانطلاق بعيداً عن كل الهياكل التي شكلت تهديداً لوحدة البلاد واستقرارها. هذه الدعوة تحمل رسالة أعمق تتجاوز البعد الإجرائي إلى بعد رمزي وسياسي، فالدولة الناشئة لا يمكن أن تسمح بوجود كيان يحمل في بنيته مشروعاً موازياً، خاصة بعد أن أثبتت التجارب الإقليمية أن التعامل مع الإخوان ينتهي دائماً إلى مواجهة مفتوحة أو صدام مدمر .

طبيعة الإخوان المعقدة

يشير الخبير في شؤون الجماعات المتشددة أحمد في تصريحات لـ"سكاي نيوز عربية'بأن جوهر الإشكالية مع تنظيم الإخوان، يشير  إلى أن المشكلة تكمن في طبيعتهم البنيوية التي لا تعرف إلا أن تكون "تنظيمًا موازياً" ينازع الدولة أدوارها، خلال نقاشات مع دبلوماسيين أتراك قبل عقد من الزمن، واستدل بان بمثال : حين قال الدبلوماسيون الأتراك إنهم يعادون حركة فتح الله جولن لأنها "كيان موازٍ للدولة"، رد عليهم قائلاً: "نحن في مصر أيضاً نرى أن الإخوان تنظيم موازٍ للدولة. فكيف تنكرون على غولن ما تسمحون به للإخوان؟". من هذا المنطلق، يخلص بان إلى أن كل دولة تحترم نفسها لا يمكن أن تقبل بمثل هذا الازدواج .

تنظيم خارج التاريخ

يقدم بان قراءة قاسية لواقع الإخوان في سوريا، فيصفهم بأنهم باتوا كـ"ديناصور غير قابل للحياة" لأنهم خاصموا الواقع طويلاً. فخمسة عقود من الغياب غيرت البنى الفكرية والسياسية والاجتماعية في سوريا، بينما ظل التنظيم حبيس سرديات قديمة، ما جعله منافياً للواقع الجديد. هذا الجمود جعل الإخوان في سوريا يمثلون خطراً مضاعفاً: خطر على الدولة الناشئة، وخطر على فكرة التعددية نفسها، لأنهم لا يقبلون المشاركة إلا من موقع الهيمنة التنظيمية .

دروس من مصر والسودان

تقدم التجربة المصرية نموذجاً تحذيرياً بارزاً كما يرى بان. فحين وصل الإخوان إلى الحكم عام 2012، لم يحلوا التنظيم، بل أبقوا عليه كجهاز يمارس وصاية على الدولة، الأمر الذي سرّع من سقوطهم في مواجهة الدولة والمجتمع، و في السودان، تكرر المشهد نفسه بهيمنة إخوانية على مؤسسات الحكم أدت إلى تفكك الدولة وتآكل شرعيتها. بالنسبة لدمشق، تشكل هذه التجارب إنذاراً مبكراً، فالإدارة السورية تدرك أن السماح للإخوان بالعمل كتنظيم مغلق يعني فتح الباب على مصير مشابه، وهو ما لا يمكن القبول به في مرحلة إعادة التأسيس .

نماذج بديلة

في المقابل، تقدم بعض النماذج الإقليمية بدائل ممكنة للإخوان. يشير بان إلى النموذجين التركي والمغربي، حيث نجحت حركات ذات جذور إسلامية في التحول إلى تيارات سياسية وطنية، مندمجة في الدولة، دون التشبث بالهوية "الإخوانية" القديمة. في تركيا، قاد حزب العدالة والتنمية تجربة استمرت أكثر من عقدين، بينما في المغرب، تحولت حركة التوحيد والإصلاح إلى فاعل سياسي طبيعي داخل النظام. هذه النماذج هي ما يدعو موفق زيدان الإخوان في سوريا إلى استلهامها، إذا أرادوا البقاء .

سقوط خطاب "المظلومية"

اعتمد الإخوان لعقود على خطاب "المظلومية" لجذب الحواضن الشعبية، لكن هذه السردية فقدت بريقها بعد أن كشفت تجارب الحكم في مصر والسودان أن وعود "السمن والعسل" لم تكن سوى شعارات. بان يقول بوضوح: "هذه الحركة استكملت أطوار حياتها، وتعيش اليوم سكرات الموت، نحن نتحدث عن نهايات وليس عن بدايات جديدة". بهذا المعنى، لم يعد الصراع بين الدولة السورية والإخوان صراعاً سياسياً فحسب، بل أصبح صراعاً على البقاء: الدولة في طور التشكل، والتنظيم في طور الانقراض .
 

مستقبل المواجهة بين الحظر والمناورة

أمام دمشق خيارات محدودة: الحظر الكامل، أو قبول المناورة التنظيمية. لكن الخيار الأول يبدو أكثر انسجاماً مع مسار الدولة الجديدة التي لا تسمح بكيانات موازية. الإخوان، بطبيعتهم، لن يحلوا أنفسهم طوعاً. وإذا فُرض عليهم الحظر، سيعودون إلى العمل السري الذي شكّل دوماً جزءاً من بنيتهم. وهذا يعني أن المواجهة قد تنتقل من العلن إلى السر، وهو سيناريو يضع الدولة أمام تحدٍ طويل الأمد .

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق