صهويني يتحدث اليكم - مصدرنا الإخبارى

منوعات 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
صهويني يتحدث اليكم - مصدرنا الإخبارى, اليوم الأحد 24 أغسطس 2025 12:07 مساءً

مصدرنا الإخبارى -  


 (1)
حاييم وايزمان

نقل جانتي نورالدين ابزاخ عن لسان حاييم وايزمان

ادعى (حاييم وايزمان) الرجل الثاني بعد هرتزل في المنظمة الصهيونية العالمية ورئيسها الثاني ورئيس دولة اسرائيل الاول ...

ساحدثكم عن دوري المحوري في انشاء دولة اسرائيل ، ربما ان خاطبتكم شخصيا وانا خصم لكم ستأخدوننا بجدية ، ولعلكم ستدركون ان ما فعلناه ونفعله حتى يومكم المعاصر ما هو الا عمل منهجي ، ومخطط موصول ومتواتر من الاباء المؤسسين وحتى الاحفاد المخلصين لصهيونتهم ، الذين يواصلون ما بدأه ثيودور هرتزل لاستكمال مشروع دولتنا على كامل حدودها التاريخية التوراتية .

حاضركم هو امتداد تاريخنا ونتيجته ، نحن لا نهرطق او نحلم ، وان حلمنا فنحقق احلامنا ونجعلها كوابيسكم ، ساختصر واترك لكم التفاصيل لتغرقوا بها ...

في عام 1896 اطلعت على كتيب بعنوان " الدولة اليهودية" وضعه محام يدعى (ثيودور هرتزل ) و لم اتحمس للمخطوط كثيرا، فقد دعا كاتبه الى اقامة دولة لليهود ولكنه لم يتمسك باقامتها على ارض فلسطين ، فمنذ البداية اختلفت جوهريا مع ثيودور .

ومن هنا بدات مسيرتي النضاليه لاصوب خطيئة ثيودور الكبرى .

فمنذ انطلاق الصهيونية كحركة تحرر لليهود بهدف اقامة دولة لهم ، التزمت امام نفسي وامام الصهاينة بان الدولة لن تقام الا على ارض فلسطين حيث كان شعاري دائما الذي لم امل من ترديده امام جميع الحلفاء والفرقاء... " لو ان موسى نفسه جاء ليدعو لغير فلسطين وطنا لليهود ما تبعه احد" .

و لكي انصف ثيودور فان الافكار التي تضمنها كتيبه عملت على توحيد يهود العالم ، كما انها اطلقت المؤتمرات اليهودية التي عقد اولها في عام 1897 في مدينة بازل السويسرية ، الذي وضع الاساس الايدولوجي الصلب للحركة الصهيونية .

في المؤتمر اعلن عن ولادة المنظمة الصهيونية العالمية التي انتخب ثيودور لرأستها ، وتم تعميم مصطلح الصهيونية التي اشتقها الفيلسوف اليهودي ناثان بيرنباوم عام 1890 ، واعتمدت في المؤتمركايدولوجية سياسية تقود حركة تحرر وطني بهدف انشاء ايرتس اسرائيل ( ارض او دولة اسرائيل ) .

(اشتقت كلمة صهيونية من تلة صهيون جنوب غرب القدس حيث دفن الملك داوود او النبي داوود في عقيدتكم ، كما ان " صهيون" احد الاسماء القديمة للقدس ، اما لاهوتيا فالمصطلح يشير الى اسرائيل مملكة الله ) .

اصبحت الصهيونية بعد" بازل " حركة سياسية بعد ان كانت مجرد شعارات ومجموعة من النوايا ، فاعتبرت الصهيونية جميع يهود العالم اعضاء في جنسية واحدة هي" الاسرائيلية" ، وهدفها انشاء دولة قوية لتحكم العالم باسره .

منذ اليوم الاول بدأنا العمل لاقامة الدولة ، واشير الى ان اختلافنا كصهاينة كان في المنهج والوسيلة ، ولكننا امنا بوحدة الهدف ، وهذه واحدة من الاختلافات الكثبرة بيننا وبينكم .

عملنا لسنوات بكل جد حتى انعقد المؤتمر السادس للمنظمة ، والذي اعتبر منعطفا في مسيرة الحركة الصهيونية ، ففي المؤتمرالذي عقد في عام (1903) اختلف المؤتمرون حول مشروع شرق افريقيا الذي اقترحته بريطانيا لانشاء دولة لنا في اوغندا ، وبين مؤيد للاقتراح ومعارض له انفضت اعمال المؤتمر .

كان هرتزل من السذاجة بان ايد المقترح البريطاني ووافق عليه ، ولكن قررنا نحن المعارضين التصدي لهذا المقترح وقتله ان جاز التعبير واظنه كذلك.

بعد المؤتمر بسنة واحدة غادر ثيودور العالم ، وترك خلفه منظمة مفككة ، وصهاينة ما بين مؤيد للاقتراح ورافض له ، وكنت اتسيد تيار الرافضين.

وبوفاته اعلنا كذلك وفاة تياره المسمى" الصهيونية السياسية " الذي كان يركز على العمل السياسي وعقد الاتفاقيات للحصول على الارض وانشاء الدولة ، و حاول هرتزل الحصول على ارض فلسطين من السلطان العثماني عبد الحميد الثاني وفشلت جميع محاولاته ، وفشل منهج تياره .

رفضت تيار" الصهيونية السياسية " فاطلقت تيار " الصهيونية العملية" ، التي تقوم على فرض واقع صهيوني على ارض فلسطين ، واعلنت عن التيار خلال المؤتمر الثامن للحركة عام 1907 .

لم نحتاج كصهاينة عمليين الى ذكاء لنفهم ان بريطانيا لا تريد دولة عربية واحدة ، وادركنا منذ البداية بان كل ما قدمه الانجليز من وعود للعرب مجرد اوهام ووعود ستضيع في زحمة الوعود الكثيرة.

بدأنا بخطوات عملية لتحقيق هدفنا واقامة دولتنا على ارض فلسطين ، فالتقيت مطلع القرن مع اللورد ارثر بلفوروتحديدا في عام 1906 وكان انذاك مرشحا لانتخابات مجلس العموم ، وحرصت في حديثي معه بتعريفه بالحركة الصهيونية ودوافعها وقادتها وتوجهاتم ، واكدت اهمية ارض فلسطين لاقامة دولة اسرائيل على ترابها .

واذكر انني سالت اللورد مستنكرا حول مشروع شرق افريقيا الذي قدمه الانجليز .." ماذا تفعل يا سيدي لو قدم الناس اليك باريس بدلا من لندن ؟" ، فاجاب ارثر " لكن لندن في ايدينا " .

فرددت عليه بثقة " هذا صحيح ولكن القدس كانت لنا عندما كانت لندن مستنقعا من مستنقعات اوروبا" ، ادرك اللورد ما عنيته فقد كنت جادا معه كسكتة قلبية .

غادرت وانا راض عن اللقاء حيث ترك حديثي لديه اثرا جيدا سيمهد الطريق فيما بعد لانتزاع الوعد التاريخي الذي ستذكرونه سنويا باسم وعد ( بلفور ).

( واشيرهنا ايضا الى موقف مماثل حدث في المستقبل ، حيث ان صهيونيا مخلصا يعمل في زمنكم المعاصر اسمه " بنيامين بنزيون ميليكوفسكي" سيلتقي في اب من عام 2024 بالمرشح الجمهوري لمنصب رئيس الولايات المتحدة و المدعو"دونالد ترمب" ، وسيعده هذا الامريكي من الاصول الجرمانية بضم يهودا والسامرة في حال فوزه بالرئاسة ) .

( وكان سبق للامريكي المخلص للصهيونية ان تسلم رئاسة الولايات المتحدة في ولاية سابقة عام 2016 وحينها اعترف بسيادة دولة اسرائيل على مرتفعات الجولان وكذلك اعترف بالقدس عاصمة لدولتنا ) .

في العام التالي سافرت الى فلسطين حيث عملنا على زيادة موجات الهجرة اليهودية اليها ، واقمنا مشروعات بنى تحتية فمثلا اشتريت شخصيا قطعة ارض لبناء جامعة عليها وفعلا افتتحت الجامعة في القدس في عام 1925 وسميت بالعبرية ، وقمنا بـتأسيس نواة مدينة تل ابيب بضاحية مقابل يافا وتابعة لها في 1909 ، وركزنا على ضرورة تعليم العبرية للمهاجرين ، عملنا بكل طاقتنا لتحويل فلسطين الى وطن عملي وامر صهيوني واقع ، فلم نكتفي بالعمل السياسي وانتظار الوعود الدولية .

فالعمل على الارض يمهد الطريق الى الوعود وييسرها ... لا تنسوا ذلك فهذا يحدث هناك بحاضركم .

التقيت باللورد ارثربلفور مرة اخرى في غضون سنوات قليلة وكان وزيرا للبحرية في حكومة اسكويث التي استقالت فيما بعد لحسن حظنا ، لالتقي به مرة اخرى بميعة البارون ليونيل روتشيلد في مطلع عام 1917 .

وكان هذا اللقاء الاهم حيث سنبدأ في تحقيق الحلم وكتابة المستقبل .

كنت مصمما قبل اللقاء على انتزاع عهد قاطع وحاسم من بلفور لاقامة دولتنا على ارض فلسطين ، فاخبرته ان الصهاينة حول العالم ينتظرون من بريطانيا اصدار بيان تعلن فيه انشاء وطن لليهود في فلسطين ، رحب اللورد بالاقتراح وطلب مني اعداد مسودة البيان .

فور مغادرتنا وزارة الخارجية تداعينا لعقد مؤتمر بمشاركة كبار الصهاينة والحاخامات ورجالات الفكر لاعداد صيغة البيان ولكن برزت خلافات حول محتواه ، فالمعتدلون اقترحوا ان يتضمن البيان" انشاء وطن قومي لليهود" اما المتشددون اصروا ان يتضمن " اقامة دولة يهودية انطلاقا من ان فلسطين يهودية اصلا" .

لم نصل الى اتفاق واوكلنا الامر الى لجنة فنية لاعداد صيغة البيان ، وعند انتهاء اللجنة من وضعه قررنا عرضه على المستشار في وزارة الخارجية البريطانية مارك سايكس لاستمزاج رأيه كونه على دراية وخبرة طويلة في فلسطين ، اضافة الى انه مطلع على ما يدور في كواليس مجلس الورزاء البريطاني ، وتم تكليفي بالمهمة .

قدمت مشروع البيان لسايكس وبعد ان اطلع عليه اقترح ان يكون مقتضبا وان لايتطرق الى تفاصيل كثيرة تمس فلسطين و العرب ، وضرورة تركه غامضا ، واخبرني ان العقبة التي ربما سنواجهها هي رفض فرنسا للبيان ، حيث انها تطمع في سوريا وفلسطين جزء منها ، غادرت الوزارة وانا اقلب نصيحة مارك سايكس في رأسي .

ربما تراودكم الشكوك الان حول ما قلته خاصة ان اسم مارك سايكس ارتبط تاريخيا باتفاق ( سايكس - بيكو ) ، وللحق والتاريخ لم يخبرني سايكس بانه كان قد توصل مع فرانسوا جورج - بيكو الفرنسي ومندوب روسيا القيصرية الى اتفاق عام 1916 حول توزيع التركة العثمانية في سورية وفلسطين ، حيث كان يحاط الاتفاق في سرية بالغة ، لم يزعجني اخفاء سايكس الامر عني، فالامور تقاس بخواتيمها و التي صبت في النهاية لصالح الحركة الصهيونية.

(وللعلم فقد ظهرت ملفات الحرب الاولى للعلن بعد الثورة الشيوعية عام1917 ونهب مكاتب الحكومة الروسية ، فاعلن البلاشفة عن الاتفاق الذي وقعه البريطاني مارك سايكس والفرنسي فرانسوا جورج - بيكو بحضور مندوب روسيا ، وتوج الاتفاق لاحقا بمؤتمري سان ريمو1920 والقاهرة1921).

التقيت اللورد بلفور مرة اخرى واخبرته بعداء فرنسا لنا و ما اسره الي مارك سايكس ، وان فرنسا مشكلة في طريق اصدار الوعد المنتظر، فاشار بلفورعلي بضرورة التوجه الى الولايات المتحدة والضغط من خلال الصهاينة هناك على الرئيس الامريكي ودرو ولسن الذي سيحسم تأييده الامر لصالحنا .

( حتى يومكم نفعل ذلك باستمرار ونحتفظ بنفوذ كبير في اروقة الحكم والسياسة في البيت الابيض والكونغرس كما اننا اصحاب اليد الطولى في جميع مفاصل الاقتصاد الامريكي ).

توجهت الى الولايات المتحدة استجابة لنصيحة بلفور ، وفي نفس الوقت مارس الصهيوني المخلص سوكولوف ضغطا على الفرنسيين لعدم معارضة الوعد و نجح في دفع فرنسا الى اعلان بيانها التاريخي المناصر للصهيونية .

(واشيرالى ان اللورد ارثر بلفور كان سيكون نكرة من النكرات كغيره من الوزراء لولا هذا الاعلان الذي لم يتجازو المئة كلمة ، يتسابق كثيرون في المستقبل لخدمتنا ، ربما سيذكرهم التاريخ كـــ " ارثر بلفور" ) .

في الثاني من نوفمبر عام 1917 توجهت الى (عشرة داوننغ ستريت ) مقر الحكومة البريطانية التي انعقدت برئاسة لويد جورج منتظرا صدور البيان ، فجأة خرج مارك سايكس من قاعة المجلس وتوجه الي قائلا" مبروك المولود صبي دكتور وايزمان" ، فقد صدق بلفور ووفى بوعده .

( وللعلم ففي العشرين من سبتمير 1922 صادقت الحكومة الأمريكية بصورة نهائية على الوعد) .

جاء بيان حكومة التاج البريطاني على صيغة وعد موجه الى البارون روتشيلد- لم يذكر اسمي في ترويسة الوعد كروتشيلد وانا من ناضلت لربع قرن لانتزاعه - ونص على اقامة "وطن قومي لليهود" في فلسطين وليس "دولة دينية " تسترجع الحقوق التوراتية التاريخية لليهود في فلسطين ، ورغم امتعاضي من ذلك احتفلنا بالبيان وثمناه .

( لم يمنعنا ذلك من العمل بعزم بعد قيام الدولة لخلق واقع يعزز هويتها الدينية وامتدادها التوراتي التاريخي).

و اؤكد لكم بان الوعد لم يكن احسانا من الحكومة البريطانية ولكنه كان حصيلة تخطيط ومناورات واتصالات وواقع صهيوني فرضناه بقوتنا على ارض فلسطين .

فقد قمت انا محدثكم دكتور الكيمياء حاييم وايزمان ... باكثر من الفي مقابلة للحصول على هذا الوعد ، فكنت في كل مقابلة ارتدي قبعة تتناسب مع من التقيهم ، فتارة كنت متدينا توراتيا مع المتدينيين ، وتارة اخرى عمليا براغماتيا مع الساسة البريطانيين يسعى لدولة صغيرة قرب السويس تحفظ مصالحهم وتدرأ عنهم الاطماع الفرنسية ، ومع الالمان دعوت الى دولة صغيرة ترعى مصالحهم التي يهددها البريطانيون ، كما استملت المسيحيين الى جانبنا عاطفيا فحدثتهم عن المذابح التي اقترفها القياصرة بحقنا . اما معكم انتم ايها العرب فحدثتكم دائما عن اهمية التعاون المشترك بيننا لارساء الحضارة الانسانية وتطوير اقتصاد بلادكم .

ما تعلمته من مؤسس الصهيونية هرتزل - التقيته للمرة الاولى خلال فعاليات المؤتمر الصهيوني الثاني - بان اتحدث مع الجميع حول ما يريدونه لا حول ما نريده نحن ، وان اقنع جميع الاطراف بان انشاء دولة على ارض فلسطين مصلحة لهم قبل ان تكون لنا ، واظنني نجحت في ذلك وفي المستقبل يواصل الاحفاد الصهاينة السير على نفس النهج .

حدثكم باختصار عن دوري في انتزاع الوعد التاريخي الذي غرس اقدامنا في ارض فلسطين .

والخص لكم سياستي التي قامت على مبادئ الصهيونية العملية وتمثلت في اتجاهين . الاول : فرض امر صهيوني واقع على الارض والثاني : عقد الاتفاقيات وانتزاع الوعود . ولكن مع مراعاة المبدأ الصهيوني الثابت وهو عدم الالتزام باتفاق حدث في الماضي ، فاتفاق الامس لا يصلح لليوم اوالغد .

في هذه الاثناء و بالتزامن مع تيار الصهيونية العملية ظهر تيار عرف بــ ( الصهيونية التصحيحية ) وهي صهيونية اكثر تشددا وتؤمن بضرورة امتداد الدولة على كامل حدودها التوراتية ، ووجه هذا التيار نقدا شديدا لتيارنا العملي لا بل قام بنسفه !!

والاب الروحي لهذا التيار فهو رجل وطني شديد الاخلاص لصهيونيته يدعى " زئيف جابوتنسكي" ، اطلق عليه الصهاينة لقب موسوليني اليهود .

اعتذر منكم فقد نال مني التعب مقدارا ، ساعود الى قبري ، واترك الحديث لزئيف فلاديمير جابوتنسكي ، سيكمل ما بدأته معكم في حديث مقبل ، انصحكم بالانتباه اليه جيدا والا تهملوا حرفا من حديثه .

قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى هذا المقال : صهويني يتحدث اليكم - مصدرنا الإخبارى, اليوم الأحد 24 أغسطس 2025 12:07 مساءً

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق