عملية خان يونس الأخيرة.. حين كسرت المقاومة معادلات الجيش الإسرائيلي #عاجل - مصدرنا الإخبارى

منوعات 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
عملية خان يونس الأخيرة.. حين كسرت المقاومة معادلات الجيش الإسرائيلي #عاجل - مصدرنا الإخبارى, اليوم الأحد 24 أغسطس 2025 03:54 مساءً

مصدرنا الإخبارى - جو 24 :

كتب اللواء المتقاعد د. موسى العجلوني


لم يكن الهجوم الذي نفذته كتائب القسام جنوب شرق خان يونس يوم الأربعاء الماضي وأسفر عن مقتل ثلاثة جنود على الأقل وإصابات أخرى، مجرّد اشتباك عابر في ساحة حرب مدمرة غير متكافئة شنها الكيان الصهيوني على قطاع غزة منذ عامين، بل يمثل نقطة تحول تكتيكية وسياسية واستراتيجية في آن واحد. فوصف جيش الكيان للعملية بـ"غير المسبوقة" يكشف حجم الصدمة داخل المؤسسة العسكرية، ويؤشر إلى أن المقاومة الفلسطينية نجحت – مرة أخرى – في كسر صورة الجيش الصهيوني المتفوق تقنياً وبشريا والممسك بزمام المبادرة
عسكريا.

المستوى العسكري: قدرة على المبادرة رغم الحصار الطويل والتجهيزات العسكرية المحدودة جدا

على المستوى العسكري، دلّت العملية على أن المقاومة ما زالت قادرة، رغم التجهيزات العسكرية المحدودة جدا، على تنفيذ عمليات هجومية مباغتة مركّبة وهجينة تتجاوز الطابع الدفاعي وتجمع بين تكتيكات الأنفاق والقنص المضاد للدروع والاقتحام السريع والتفجير الإستشهادي. تمكن حوالي خمسة عشر مقاتلا الخروج من نفق مجهّز من نقطة زمن/مكان غير متوقَّعين محققين عنصر المباغتة وتعطيل انظمة الإنذار المبكر والاشتباك المباشر مع قوة مدرعة من قوات النخبة مدعومة بالطيران، مما يؤكد امتلاك القسام ما يمكن وصفه بـ"تكتيكات القوات الخاصة" في بيئة حضرية ضيّقة مدمرة مليئة بالركام تحد من أفضلية المدرعات وتجعلها أهدافا سهلة.

الأهم أن العملية استهدفت لواء كفير، أحد ألوية النخبة في الجيش الإسرائيلي والمختص أصلاً في مواجهة المقاومة بالضفة الغربية، لتؤكد هشاشة هذه الوحدات في بيئة غزة التي تمتاز بتعقيدها الميداني وتشابكها العمراني وعقيدة وتدريب مجاهديها. كما تضمنت العملية عملا استشهاديا، حيث فجر احد عناصر المقاومة نفسه،مما يعكس تنوع وتطوير المقاومة لأساليبها في مواجهة قوات الاحتلال.

المستوى السياسي: إحراج القيادة وتصدع السردية الرسمية

سياسياً، جاءت العملية في توقيت بالغ الحساسية، إذ ترافق الإعلان عن الاستعداد لاجتياح مدينة غزة مع ضربة موجعة في خان يونس. هذا التناقض تسبب في إحراج حكومة نتنياهو وتصدع السردية الرسمية وإضعاف ثقة الرأي العام الإسرائيلي بالخطاب الرسمي الذي يَعِدُ بـ"الحسم العسكري" بينما الواقع يكشف خسائر متواصلة، الأمرالذي يزيد من ضغوط اهالي الأسرى ومناصريهم والمعارضة على حكومة نتنياهو للإسراع في إبرام اتفاق سياسي مع حماس ينهي الحرب مقابل الإفراج عن الأسرى.الأمر الذي دفع "لابيد"، زعيم المعارضة في دولة الكيان،الى المطالبة بوقف الحرب على قطاع غزة كمصلحة اسرائيلية بالدرجة الأولى، معتبراً أنّ غزة تحوّلت إلى "أفغانستان" إسرائيلية. كذلك، دعت "القناة13" العبرية إلى وقف الحرب المستمرة في غزة، معترفةً أنّه بعد سنتين من القتال لا يزال لدى حركة حماس عشرات آلاف العناصر الجاهزة للقتال.

كما أن المحاولات المتكررة لأسر جنود والأنباء غير المؤكدة عن نجاحها في هذه العملية تثيرهواجس عميقة داخل المجتمع الإسرائيلي وداخل جيش الإحتلال نفسه، قد يغير المعادلة السياسية كاملة، ويجبر حكومة العدو على دفع أثمان باهظة.

المستوى الاستراتيجي: استنزاف طويل المدى

أما استراتيجياً، فإن العملية تحمل إشارات بعيدة المدى. فهي تثبت أن استراتيجية "القضم التدريجي" لم تُضعف قدرات المقاومة، بل إن الأخيرة ما زالت قادرة على تهديد الوحدات المتوغلة، وإرباك خطط القيادة الصهيونية.وإذا كانت خان يونس – الأقل كثافة من مدينة غزة – تشهد مثل هذه العمليات النوعية، فإن التقدم نحو مدينة غزة،قلب القطاع، سيجعل الكلفة البشرية والسياسية لدولة الكيان مضاعفة. وهذا يعيد إنتاج معضلة تاريخية للجيش الصهيوني: التفوق العسكري لا يترجم بالضرورة إلى حسم في الحروب غير المتكافئة.

وفي الختام، عملية القسام في خان يونس ليست مجرد حدث عسكري، بل محطة كاشفة لمعادلة جديدة: المقاومة قادرة على تحويل الحصار والضغط إلى فرص للمباغتة بينما جيش الإحتلال، رغم ترسانته، يجد نفسه أمام معركة استنزاف طويلة الأمد تعصف بصورته أمام جمهوره وحلفائه وتبعث برسالة واضحة بأن الحرب لن تُحسم ابدا، وأن غزة ستبقى عصيّة على الانكسار.

قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى هذا المقال : عملية خان يونس الأخيرة.. حين كسرت المقاومة معادلات الجيش الإسرائيلي #عاجل - مصدرنا الإخبارى, اليوم الأحد 24 أغسطس 2025 03:54 مساءً

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق