نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
ياسر حمدي يكتب: رسالة إلى النتنياهو.. - مصدرنا الإخبارى, اليوم الأحد 24 أغسطس 2025 12:43 مساءً
مصدرنا الإخبارى - اعلم أيها النتنياهو، أن مصر عصية على أعدائها منذ فجر التاريخ، والصخرة التي ستنكسر عليها اوهامكم الشريرة، واحلامكم الفارغة، واهدافكم الخبيثة، واطماعكم الدنيئة، فإذا اردت أن تحقق حلم إسرائيل الكبرى التي صرحت بها فتأكد أنك ستذهب إلى مذبلة التاريخ كما توهم الغزاة أمثالكم من قبل، واعلم جيدًا أنها ستكون نهايتكم التي تؤمنون بها فلا تستعجلوها بتجبركم في الأرض، فرياحنا عاتية تقهر أعدائنا.
تأكد أنه حين تشتد المحن، وتلوح التحديات في الأفق وتضيق، يظهر الشعب المصري على حقيقته: شعبٌ متماسك، قوي، لا يفرق بين أفراده اختلافُ رأي أو تنوّعُ توجه؛ ففي وقت الشدة، لا مكان للفرقة، ولا مجال للانقسام، بل تتّحد القلوب قبل الأيدي، وتتوحد الصفوف رغم الخلافات، ليكون المشهد: «مصر أولاً.. وكلنا جنود في خدمتها».
أيها النتنياهو.. إن تصريحك بحلم إسرائيل الكبرى كما تدعون مرفوضًا رفضًا باتًا، فلا تستعجل غضبنا، ولا يغرنك تفكك الأمة العربية، لا ننكر أن هذا الأمر المخزي قد أتاح لأمثالك البوح بنواياكم الدنيئة الخبيثة، وسمح لك بالغزو على غزة ولبنان وسوريا، لكنك لا تعلم تاريخ مصر جيدًا، فقرأ تاريخنا أولًا قبل أن يأتي عليك يوم جمعينا ننتظره بفارغ الصبر، وقتها لا ينفع الندم، فقد سبقك في أوهام الغزو لسقوط الأمة كثر، وجميعهم كما تعلم علم اليقين قد سبقوك ورحلوا إلى مزبلة التاريخ.
مصر لوحدها قضت على أحلام عمالقة أكثر منك في القوة والإحتلال والغطرسة والبلطجة والغزو، فأوهامك بإسرائيل الكبرى لن تتحقق إلا على جثث المصريين جميعًا، فمن تكون أنت من همجية التتار؟ وما هي قوتكم مقارنة بقوة الهكسوس؟! وما ستكون حجم هجماتكم أمام هجمات الصليبيين؟!.
أيها النتنياهو.. إن مصر البلد الوحيد التي دحرت هجمات الهكسوس والتتار والصليبيين، وخرج منها الفرنسيون والإنجليز يجرون اذيال الخيبة والندم، ولقنت عدوانكم «العدوان الإسرائيلي» درسًا قاسيًا أعلم أنكم لم ولن تنسوه في السادس من أكتوبر 1973، عندما كنتم تدعون بهتانًا وزورا أنكم القوة الوحيدة في العالم التي لن تقهر!
وللعلم مصر ليست سوريا الهشة بخلاف أبنائها وخيانة «شرعها»، ولا لبنان الممزق بتفرق احزابه وتفكك قوته بين ميليشياته وجيشه، ولا فلسطين المحتلة التي لم تنجح حتى الآن في تكوين جيشًا جرارًا لتحرير قدسها، وتفرقت وحدتها بين مطامع حركتي حماس وفتح في السيادة على سلطتها، وتركوا بلدانهم عرضة لإحتلالكم والعبث بمصيرهم، فمصر تمتلك سلاحًا فتاكًا لا تجده عند دولة سوها، «سلاح الوحدة الوطنية»، سلاح الفداء والوفاء والإنتماء والولاء والحب والتضحية بالدماء الذكية من أجل الوطن.
لقد علّمنا التاريخ، قديمه وحديثه، أن المصريين يختلفون في الرأي، ويتجادلون في التفاصيل، لكنهم لا يختلفون على الوطن.. فحين تنادي مصر أبناءها، يلبّون النداء دون تردد، يتركون خلفهم كل ما يفرّقهم، ويتقدمون الصفوف كأنهم جسد واحد ينبض بعقيدة واحدة: «نحيا لمصر.. ونفديها بأرواحنا إن تطلب الأمر».
وفي قلب هذا التكاتف، نجد في قول رسولنا الكريم محمد صل الله عليه وسلم تأصيلًا لما يفعله المصريون «يدُ الله مع الجماعة».. تلك الجماعة التي تُرضي الله ورسوله حين تتكاتف، وتغلب المحنة حين تتوحد.
اعلم جيدًا أنه مهما كانت التحديات - سواء كانت أزمة إقتصادية، أو تهديدًا خارجيًا، أو كارثة طبيعية - يقف المصريون كتفًا إلى كتف، كبارًا وصغارًا، رجالًا ونساءً، لا فرق بين مسلم ومسيحي، ولا غني وفقير، الكل يقول: «أنا لمصر» وينسى حتى نفسه في سبيلها.
ومن أهم أسباب هذا الثبات والوحدة، وجود قيادة وطنية حكيمة، متمثلة في فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رجل الدولة المحنّك عسكريًا وسياسيًا، الذي قاد سفينة الوطن في أعاصير متتالية، فأعاد للمصريين ثقتهم بأنفسهم وبوطنهم، وكان دائمًا أول من يتقدّم الصفوف، ليكون قدوة في الفداء والعمل والصبر على الشدائد.
وفي فترة وجيزة كسر القواعد الأمريكية التي كانت تحظر على مصر تنويع مصادر السلاح من قبل، وتوجه للشرق والغرب وسلح الجيش بأحدث النظم العالمية التي أضفت على قواتنا المسلحة قوة ردع لأي خطر، قادرة على حماية الوطن في البر والبحر والجو، لقد كان على علم بما يحاك بنا من مؤامرات، وعمل على كافة الإتجاهات من أجل حماية مصر من المخاطر ونسف كل المخططات والمؤامرات الداخلية قبل الخارجية التي تهدد أمن وإستقرار هذا الوطن.
وجود قائد بهذا الثبات يزرع الطمأنينة في نفوس أبناء الوطن، ويجعل كل مصري يشعر أن بلده في أيدٍ أمينة، لا تخاف، ولا تفرّط، وكم من مشاهد خالدة تؤكد هذا المعنى، رأيناها في ميادين البناء كما في لحظات الحرب، في الأزمات كما في الأفراح، حيث يتحول الشعب إلى نهر من العطاء، وموجة من الدعم، تذيب كل الخلافات وتُثبت أن حب الوطن لا يُقاس بالشعارات، بل بالمواقف.
هذا هو المعدن المصري، معدن أصيل لا يصدأ، يُختَبر وقت الشدة، فيلمع أكثر من أي وقت آخر.. ورسالة للمستقبل في ظل الأوضاع الراهنة، يصبح فيها الولاء الوطني أكثر أهمية من أي وقت مضى، فهو الدرع الواقي أمام الأزمات، والمحرّك الذي يدفع الأمة إلى التقدم بدلًا من الانقسام.
وأخيرًا: رسالتي لكل المصريين.. كما تعلمون جيدًا أن بناء الأوطان والحفاظ عليها لا يكون بالقوة فقط، بل بالإخلاص والولاء والوفاء والانتماء للوطن وقياداته الذي يرفع راية العزة، ويُبقي اسم الوطن شامخًا في وجه الاعداء، وهذا للتذكرة، وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين.
0 تعليق