نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
شراع معلق وغياب إنقاذ... من قتل عمر سنجر؟ - مصدرنا الإخبارى, اليوم الخميس 21 أغسطس 2025 08:48 مساءً
مصدرنا الإخبارى - في حادث مأساوي هز قطاع الطيران الشراعي في لبنان، لقي الشاب عمر سنجر (28 عاماً) حتفه بعد سقوطه في مياه بحر جونية أثناء قيامه بتدريبات تحضيرية للمشاركة في بطولة عالمية مقررة في تركيا.
أثار الحادث موجة حزن واسعة، وطرح تساؤلات جادة حول إجراءات السلامة والرقابة في هذا النوع من الرياضات الخطرة، خاصة أنه ليس الأول من نوعه خلال الأشهر القليلة الماضية.
الرحلة الأخيرة
كان عمر سنجر، ابن مدينة طرابلس والحائز على مراكز متقدمة في بطولات الطيران الشراعي، منكبا على تدريبات مكثفة استعداداً للمشاركة في بطولة عالمية مرتقبة في تركيا.
وفي يوم الحادث، كان يتدرب منفرداً فوق سواحل مدينة جونية، التي تشتهر بممارسة هذه الرياضة نظراً لطبيعة تضاريسها التي تجمع بين الجبل والبحر، وأثناء تنفيذه لحركات جوية خطرة تُعرف برياضة "Acro-paragliding"، علق شراعه مما منعه من فتح المظلة الاحتياطية، ليسقط من ارتفاع كبير في مياه البحر.
وبحسب الروايات، لم يتمكن سنجر من إنقاذ نفسه بسبب الأمواج العالية، وعُثر على جثته على بعد 15 متراً من الشاطئ بحالة حرجة لفظ على إثرها أنفاسه الأخيرة.
عمر سنجر.. مسيرة رياضية حافلة
عُرف عمر سنجر كأحد أبرز الأسماء في رياضة الطيران الشراعي في لبنان والشرق الأوسط. كان مصنفاً في المركز الثاني في بطولة الشرق الأوسط، ويمتلك خبرة طويلة في هذا المجال، حيث كان من أوائل الممارسين للرياضة في لبنان ومرخصاً رسمياً.
كرس سنجر حياته لهذه الرياضة، وكان عازباً وقد أفنى معظم وقته في تطوير مهاراته ونشر الوعي حول الطيران الشراعي عبر صفحته على مواقع التواصل الاجتماعي المعروفة باسم "BEIRUT PARAGLIDING"، والتي كان ينشر من خلالها مقاطع توعوية حول إجراءات السلامة ومخاطر الرياضة، في مفارقة مأساوية جعلت من حادث الوفاة صدمة للجميع.
تكرار المآسي وإشكاليات السلامة
لم تكن حادثة سنجر هي الأولى من نوعها، ففي العاشر من مايو 2025، لقي قاصر مصرعه في حادث مشابه أثناء ممارسة الطيران الشراعي في ساحل علما، مما دفع النيابة العامة الاستئنافية في جبل لبنان إلى إصدار قرار بمنع الطيران الشراعي انطلاقاً من منصتي الإقلاع في حريصا وغوسطا، وكذلك منع الهبوط في جونية، مع ختم المدرج بالشمع الأحمر.
لكن يبدو أن هذه الإجراءات لم تكن كافية، أو أنها لم تُفعل بالشكل المطلوب، حيث استمرت الأنشطة تحت ضغوط سياسية أعادت تفعيلها بعد شهرين من التوقف، ما تسبب في استياء واسع على منصات التواصل الاجتماعي.
أثار الحادث غضباً كبيراً وتساؤلات حول مدى التزام أندية الطيران الشراعي بإجراءات السلامة المعيارية، فأثناء حادثة سنجر، لوحظ غياب قارب إنقاذ في البحر لمواجهة أي طارئ، وهو إجراء أساسي كان من الممكن أن ينقذ حياته.
كما أن التكلفة المرتفعة للرحلة الواحدة التي تصل إلى 120 دولاراً تطرح إشكالية حول عدم توفر متطلبات السلامة رغم الرسوم الباهظة، ومن جهة أخرى، كشفت تحقيقات النيابة العامة المالية ومكتب مكافحة الجرائم المالية عن وجود ملفات تتعلق بالتهرب الضريبي والرسوم المفروضة على هذه الأنشطة، مما يضيف بعداً جديداً للمشكلة2.
ردود الفعل والتحركات الرسمية
عقب الحادث، عقدت وزيرة الشباب والرياضة نورا بيرقداريان اجتماعاً طارئاً مع اللجنة المكلفة بإدارة الطيران الشراعي، التي تضم ممثلين عن الأندية وتعمل تحت إشراف الوزارة، لبحث "التجاوزات الخطيرة" التي تحدث.
وكان اجتماعٌ مقررٌ مسبقاً بين الوزيرة وأصحاب الأندية الشراعية قد عقد يوم الخميس 21 أغسطس، أي بعد وفاة عمر مباشرة، لتناول مسائل التراخيص وإجراءات السلامة العامة.
و من جهتها، نعت شقيقته سمية سنجر الشاب بعبارات مؤثرة، مشيرة إلى أنه "بطل لبنان في هذه الرياضة" وأنه "كرس حياته بالكامل لها"، معبرة عن صدمة العائلة من الخبر الذي وصلهم كما لو أنهم "وقعوا معه".
دعوات للإصلاح وضمان السلامة
دعا خبراء في السلامة العامة، مثل رامي الأسمر، إلى "وقف أي نشاط شراعي غير منظم حتى وضع معايير صارمة للسلامة"، مؤكدين أن الحادث "لم يكن فردياً بقدر ما هو نتيجة مباشرة لغياب منظومة متكاملة للسلامة"، ووشدد المحامي زياد عقل، مؤسس جمعية "إليازا"، على أن "أي خلل في إجراءات السلامة العامة أو عدم الالتزام بالمعايير الدولية يؤدي إلى خسائر بشرية فادحة"، داعياً إلى عمل جدي من وزارة الشباب والرياضة واللجنة النيابية للشباب والرياضة لوقف هذا النزيف.
0 تعليق