بنوك مركزية عالمية تخشى أن تبتلعها العاصفة السياسية الناجمة عن الخلاف بين ترامب وباول - مصدرنا الإخبارى

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
بنوك مركزية عالمية تخشى أن تبتلعها العاصفة السياسية الناجمة عن الخلاف بين ترامب وباول - مصدرنا الإخبارى, اليوم الاثنين 25 أغسطس 2025 10:09 صباحاً

مصدرنا الإخبارى - بدأ محافظو البنوك المركزية العالمية الذين اجتمعوا في منتجع جبلي ‏أميركي في الأيام الماضية يخشون أن تبتلعهم العاصفة السياسية ‏الدائرة حول مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي).‏

وأثارت مساعي الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإعادة تشكيل مجلس ‏الاحتياطي وفقا لرؤيته والضغط عليه من أجل خفض أسعار الفائدة ‏تساؤلات حول ما إذا كان البنك المركزي الأميركي قادرا على الحفاظ ‏على استقلاليته وقدراته على التصدي للتضخم.‏

ويشعر ترامب بالضيق من الحماية القانونية الممنوحة لقيادة مجلس ‏الاحتياطي والفترات الطويلة لأعضاء مجلس المحافظين في ‏مناصبهم، والغرض منها هو أن يبقوا لمدة أطول من مدة أي رئيس ‏في المنصب.‏

 

ويمارس ترامب ضغوطا شديدة على رئيس المجلس جيروم باول ‏للاستقالة ويحشد الجهود لإقالة عضو أخرى في المجلس، وهي ليسا ‏كوك.‏

وإذا رضخ أقوى بنك مركزي في العالم لهذا الضغط أو وجد ترامب ‏طريقة لإقالة أعضائه، فسيشكل ذلك سابقة خطيرة من أوروبا إلى ‏اليابان، حيث قد تتعرض المعايير الراسخة لاستقلال السياسة النقدية ‏لهجوم جديد من السياسيين المحليين.‏

وقال أولي رين أحد صناع السياسات في البنك المركزي الأوروبي ‏من فنلندا، على هامش الندوة السنوية لمجلس الاحتياطي الاتحادي في ‏جاكسون هول بوايومنغ "الهجمات ذات الدوافع السياسية على مجلس ‏الاحتياطي لها تداعيات روحية على بقية العالم، بما في ذلك أوروبا".‏

ولهذا السبب، دعم رين وزملاؤه باول بحماس للتمسك بموقفه حتى ‏بعد أن أشار إلى احتمال خفض أسعار الفائدة في أيلول/سبتمبر. وتلقى ‏باول تصفيقا حارا عندما اعتلى منصة المؤتمر.‏

 

 

دونالد ترامب وجيروم باول (وكالات)‏

 

 

‏* "ليست أمرا مسلما به"‏
كشفت نقاشات مع 12 محافظا لبنوك مركزية من حول العالم، على ‏هامش الندوة، أن أي سيناريو يرى فيه مجلس الاحتياطي تهديدا ‏لقدرته على مواجهة التضخم بسبب فقدان استقلاليته هو تهديد مباشر ‏لمكانته وللاستقرار الاقتصادي بشكل عام.‏

وقالوا إن ذلك من المرجح أن يؤدي إلى اضطراباتٍ كبيرة في ‏الأسواق المالية، مع مطالبة المستثمرين بعلاوة أعلى لامتلاك السندات ‏الأميركية وإعادة تقييم وضع سندات الخزانة الأميركية باعتبارها ‏شريان الحياة للنظام المالي العالمي.‏

وبدأت البنوك المركزية حول العالم بالفعل التأهب للتداعيات، وأبلغت ‏البنوك التي تشرف عليها بضرورة مراقبة انكشافها على العملة ‏الأميركية.‏

والأهم من ذلك، أن استسلام مجلس الاحتياطي سينهي نظاما حقّق ‏استقرارا نسبيا في الأسعار واستمر على الأقل منذ أن تغلّب رئيس ‏المجلس الراحل بول فولكر على التضخم المرتفع قبل 40 عاما.‏

منذ ذلك الحين، اتبعت بنوك مركزية أخرى نموذج مجلس الاحتياطي ‏الاتحادي في الاستقلال السياسي والتركيز التام على مهمتها، وتتمثل ‏بالنسبة لمعظمها في الحفاظ على التضخم عند مستوى قريب من اثنين ‏بالمئة.‏

وقال يواخيم ناجل محافظ البنك المركزي الألماني وعضو مجلس ‏محافظي البنك المركزي الأوروبي "هذا تذكير بأن الاستقلالية ينبغي ‏عدم اعتبارها أمرا مسلما به. علينا أن نفي بالتزاماتنا ونؤكد أن ‏الاستقلالية شرطا أساسيا لاستقرار الأسعار".‏

‏* لعبة سياسية
لم تسجل الأسواق حتى الآن مخاوف عميقة بشأن استقلالية مجلس ‏الاحتياطي الاتحادي. وتشهد أسواق الأسهم الأميركية انتعاشا قويا، ‏ولم تشهد عوائد سندات الخزانة أو توقعات التضخم ارتفاعا يشير إلى ‏تهديد لمصداقية البنك المركزي الأميركي.‏

وفي حين يمكن لترامب تسمية رئيس جديد عند انتهاء ولاية باول في ‏أيار/مايو، فهو يحتاج إلى رحيل المزيد من أعضاء المجلس السبعة ‏ليتمكن من سيعينهم من تشكيل أغلبية.‏

تتكوّن شبكة مجلس الاحتياطي الاتحادي من 12 بنكا احتياطيا محليا، ‏ويتناوب رؤساؤها على التصويت على سياسة أسعار الفائدة. وتشكل ‏الشبكة ثقلا موازنا آخر إذ تعدها مجالس الإدارات المحلية وسيلة ‏للنأي بنفسها عن نفوذ واشنطن.‏

ومع ذلك، فإن علاقة ترامب المتوترة مع مجلس الاحتياطي، في بلد ‏ينظر إليه على أنه يتمتع بتقاليد مؤسسية وقانونية راسخة، جعلت ‏محافظي البنوك المركزية الآخرين يدركون تماما مدى هشاشة ‏استقلالية مؤسساتهم.‏

فحتى البنك المركزي الأوروبي، الذي تقر معاهدات الاتحاد ‏الأوروبي استقلاليته عن حكومات منطقة اليورو العشرين، اضطر ‏إلى بذل جهود حثيثة لإثبات ذلك.‏

وانتقدت أحزاب يمينية ويسارية في دول مثل إيطاليا وألمانيا وفرنسا ‏البنك المركزي من حين لآخر.‏

وحوّلت دول أخرى عملية تعيين محافظي البنوك المركزية إلى لعبة ‏سياسية.‏

ففي اليابان، انتقد رئيس الوزراء الراحل شينزو آبي محافظ البنك ‏المركزي آنذاك ماساكي شيراكاوا لعدم فعل ما يكفي لمكافحة ‏الانكماش، واختار بنفسه هاروهيكو كورودا عام 2013 لتولي زمام ‏الأمور بعد تنحي شيراكاوا قبل أسابيع من انتهاء ولايته.‏

وأطلق كورودا آنذاك برنامجا ضخما لشراء الأصول مما ساعد على ‏إضعاف الين وإنعاش النمو، لكنه أثار استغراب محافظي البنوك ‏المركزية التقليديين لجعله بنك اليابان الدائن الرئيسي للحكومة.‏

‏* نموذج سيئ
قال ترامب إن نهاية ولاية باول في أيار/مايو المقبل "ينتظرها بفارغ ‏الصبر"، وبدأ علنا عملية اختيار خليفة له.‏

وقال مصدر مطلع على نهج بنك اليابان، طلب عدم الكشف عن اسمه ‏لحساسية الأمر "يبدو الأمر كما لو أن ترامب تعلم من آبي".‏

في المقابل، قد تشجع خطوات ترامب الحكومات حول العالم، وخاصة ‏تلك ذات الميول الشعبوية، على فرض سيطرتها على البنوك ‏المركزية.‏

ويمكن أن يمهّد ذلك الطريق لارتفاع معدلات التضخم عالميا وزيادة ‏تقلب الأسواق.‏

وقال موري أوبستفيلد الزميل البارز في معهد بيترسون للاقتصاد ‏الدولي وكبير الاقتصاديين السابق في صندوق النقد الدولي "السيطرة ‏على مجلس الاحتياطي الاتحادي هو تطور من شأنه أن يقدم نموذجا ‏سيئا للغاية لحكومات أخرى".‏

وأضاف "كيف تنظر إلى ما يحدث في الولايات المتحدة، التي كان ‏يعتقد أنها معقل الضوابط والتوازنات المؤسسية وسيادة القانون، ولا ‏تستنتج أن البلدان الأخرى هي أهداف أسهل؟".‏

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق